Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 65-68)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ولما فتحوا متاعهم } يعني أوعية الطعام { وجدوا بضاعتهم } التي حملوها ثمناً للطعام { رُدَّت } قال الزجاج : الأصل « رُدِدَتْ » ، فأدغمت الدال الأولى في الثانية ، وبقيت الراء مضمومة . ومن قرأ بكسر الراء جعل كسرتها منقولة من الدال ، كما فُعل ذلك في : قيل ، وبيع ، ليدل على أن أصل الدال الكسر . قوله تعالى : { ما نبغي } في « ما » قولان : أحدهما : أنها استفهام ، المعنى : أي شيء نبغي وقد رُدَّت بضاعتنا إِلينا . والثاني : أنها نافية ، المعنى : ما نبغي شيئاً ، أي : لسنا نطلب منك دراهم نرجع بها إِليه ، بل تكفينا هذه في الرجوع إِليه ، وأرادوا بذلك تطييب قلبه ليأذن لهم بالعَود . وقرأ ابن مسعود ، وابن يعمر ، والجحدري ، وأبو حيوة « ما تبغي » بالتاء ، على الخطاب ليعقوب . قوله تعالى : { ونمير أهلنا } أي : نجلب لهم الطعام . قال ابن قتيبة : يقال : مار أهله يميرهم مَيْراً ، وهو مائر لأهله : إِذا حمل إِليهم أقواتهم من غير بلده . قوله تعالى : { ونحفظ أخانا } فيه قولان : أحدهما : نحفظ أخانا بنيامين الذي ترسله معنا ، قاله الأكثرون . والثاني : ونحفظ أخانا شمعون الذي أخذه رهينة عنده ، قاله الضحاك عن ابن عباس . قوله تعالى : { ونزداد كيل بعير } أي : وِقْر بعير ، يعنون بذلك نصيب أخيهم ، لأن يوسف كان لا يعطي الواحد أكثر من حِمل بعير . قوله تعالى : { ذلك كيل يسير } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : ذلك كيل سريع ، لا حبس فيه ، يعنون : إِذا جاء معنا ، عجَّل الملك لنا الكيل ، قاله مقاتل . والثاني : ذلك كيل سهل على الذي نمضي إِليه ، قاله الزجاج . والثالث : ذلك الذي جئناك به كيل يسير لا يُقنعُنا ، قاله الماوردي . قوله تعالى : { حتى تؤتون موثقاً من الله } أي : تعطوني عهداً أثق به ، والمعنى : حتى تحلفوا لي بالله { لتأتُنَّني به } أي : لتَرُدُّنَّه إِلي . قال ابن الأنباري : وهذه اللام جواب لمضمَر ، تلخيصه : وتقولوا : والله لتأتُنّني به . قوله تعالى : { إِلا أن يحاط بكم } فيه قولان : أحدهما : أن يهلك جميعكم ، قاله مجاهد . والثاني : أن يُحال بينكم وبينه فلا تقدرون على الإِتيان به ، قاله الزجاج . قوله تعالى : { فلما آتَوْه موثقهم } أي : أعطَوْه العهد وفيه قولان : أحدهما : أنهم حلفوا له بحق محمد صلى الله عليه وسلم ومنزلته من ربه ، قاله الضحاك عن ابن عباس . والثاني : أنهم حلفوا بالله تعالى ، قاله السدي . قوله تعالى : { قال الله على ما نقول وكيل } فيه قولان : أحدهما : أنه الشهيد . والثاني : كفيل بالوفاء ، رُويا عن ابن عباس . قوله تعالى : { لا تدخلوا من باب واحد } قال المفسرون : لما تجهزوا للرحيل ، قال لهم يعقوب : « لا تدخلوا » يعني مصر « من باب واحد » . وفي المراد بهذا الباب قولان : أحدهما : أنه أراد باباً من أبواب مصر ، وكان لمصر أربعة أبواب ، قاله الجمهور . والثاني : أنه أراد الطرق لا الأبواب ، قاله السدي ، وروى نحوه أبو صالح عن ابن عباس . وفي ما أراد بذلك ثلاثة أقوال . أحدها : أنه خاف عليهم العين ، وكانوا أُولي جمال وقوة ، وهذا قول ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة . والثاني : أنه خاف أن يُغتَالوا لِما ظهر لهم في أرض مصر من التهمة ، قاله وهب بن منبه . والثالث : أنه أحب أن يلقَوا يوسف في خَلوة ، قاله إِبراهيم النخعي . قوله تعالى : { وما أُغني عنكم من الله من شيء } أي : لن أدفع عنكم شيئاً قضاه الله ، فإنه إِن شاء أهلككم متفرقين ، ومصداقه في الآية التي بعدها { ما كان يغني عنهم من الله من شيء إِلا حاجةً في نفس يعقوب قضاها } وهي إِرادته أن يكون دخولهم كذلك شفقة عليهم . قال الزجاج : « إِلا حاجة » استثناء ليس من الأول ، والمعنى : لكنْ حاجةٌ في نفس يعقوب قضاها . قال ابن عباس : « قضاها » أي : أبداها وتكلم بها . قوله تعالى : { وإِنه لذو عِلْم لما علَّمناه } فيه سبعة أقوال : أحدها : إِنه حافظ لما علَّمناه ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : وإِنه لذو علم أن دخلوهم من أبواب متفرقة لا يغني عنهم من الله شيئاً ، قاله الضحاك عن ابن عباس . والثالث : وإِنه لعامل بما عُلِّم ، قاله قتادة . وقال ابن الأنباري : سمي العمل علماً ، لأنه العلم أول أسباب العمل . والرابع : وإِنه لمتيقن لوعدنا ، قاله الضحاك . والخامس : وإِنه لحافظ لوصيِّتنا ، قاله ابن السائب . والسادس : وإِنه لعالم بما علَّمناه أنه لا يصيب بنيه إِلا ما قضاه الله ، قاله مقاتل . والسابع : وإِنه لذو علم لتعليمنا إِياه ، قاله الفراء .