Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 80-81)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فلما استيأسوا منه } أي : أيسوا . وفي هاء « منه » قولان . أحدهما : أنها ترجع إِلى يوسف ، فالمعنى : يئسوا من يوسف أن يخلّي سبيل أخيهم . والثاني : إِلى أخيهم ، فالمعنى : يئسوا من أخيهم . قوله تعالى : { خلصوا نجياً } أي : اعتزلوا الناس ليس معهم غيرهم ، يتناجَون ويتناظرون ويتشاورون ، يقال : قوم نجي ، والجمع أنجية ، قال الشاعر : @ إِني إِذا ما القومُ كانوا أَنْجِيَهْ وَاضّطربَتْ أَعْنَاقُهم كالأَرْشِيَهْ @@ وإِنما وحد « نجياً » لأنه يجري مجرى المصدر الذي يكون للاثنين ، والجمع والمؤنث بلفظ واحد وقال الزجاج : انفردوا متناجين فيما يعملون في ذهابهم إِلى أبيهم وليس معهم أخوهم . قوله تعالى : { قال كبيرهم } فيه قولان : أحدهما : أنه كبيرهم في العقل ، ثم فيه قولان : أحدهما : أنه يهوذا ، ولم يكن أكبرهم سناً ، وإِنما كان أكبرهم سناً روبيل ، قاله أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال الضحاك ، ومقاتل . والثاني : أنه شمعون ، قاله مجاهد . والثاني : أنه كبيرهم في السن وهو روبيل ، قاله قتادة ، والسدي . قوله تعالى : { ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقاً من الله } في حفظ أخيكم وردِّه إِليه { ومن قبل ما فرطتم في يوسف } قال الفراء : « ما » في موضع رفع ، كأنه قال : ومن قبل هذا تفريطكم في يوسف . وإِن شئت جعلتها نصباً ، المعنى : ألم تعلموا هذا ، وتعلموا من قبل تفريطكم في يوسف . وإِن شئت جعلت « ما » صلة ، كأنه قال : ومن قبل فرَّطتم في يوسف . قال الزجاج : وهذا أجود الوجوه ، أن تكون « ما » لغواً . قوله تعالى : { فلن أبرح الأرض } أي : لن أخرج من أرض مصر ، يقال : بَرِح الرجل بَراحاً : إِذا تنحّى عن موضعه . { حتى يأذن لي } قال ابن عباس : حتى يبعث إِليَّ أن آتيه ، { أو يحكم الله لي } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : أو يحكم الله لي ، فيردَّ أخي عليّ . والثاني : يحكم الله لي بالسيف ، فأحارب من حبس أخي . والثالث : يقضي في أمري شيئاً ، { وهو خير الحاكمين } أي : أعدلهم وأفضلهم . قوله تعالى : { إِن ابنك سرق } وقرأ ابن عباس ، والضحاك ، وابن أبي سريج عن الكسائي : « سُرِّق » بضم السين وتشديد الراء وكسرها . قوله تعالى : { وما شهدنا إِلا بما علمنا } فيه قولان : أحدهما : وما شهدنا عليه بالسرقة إِلا بما علمنا ، لأنا رأينا المسروق في رحله ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : وما شهدنا عن يوسف بأن السارق يؤخذ بسرقته إِلا بما علمنا من دينك ، قاله ابن زيد . وفي قوله : { وما كنا للغيب حافظين } ثمانية أقوال : أحدها : أن الغيب هو الليل ، والمعنى : لم نعلم ما صنع بالليل ، قاله أبو صالح عن ابن عباس ، وهذا يدل على أن التهمة وقعت به ليلاً . والثاني : ما كنا نعلم أن ابنك يسرق ، رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد ، وبه قال عكرمة ، وقتادة ، ومكحول . قال ابن قتيبة : فالمعنى : لم نعلم الغيب حين أعطيناك الموثق لنأتينَّك به أنه يسرق فيؤخذ . والثالث : لم نستطع أن نحفظه فلا يسرق ، رواه عبد الوهاب عن مجاهد . والرابع : لم نعلم أنه سرق للملك شيئاً ، ولذلك حكمنا باسترقاق السارق ، قاله ابن زيد . والخامس : أن المعنى : قد رأينا السرقة قد أُخذت من رحله ، ولا علم لنا بالغيب فلعلهم سرَّقوه ، قاله ابن إِسحاق . والسادس : ما كنا لغيب ابنك حافظين ، إِنما نقدر على حفظه في محضره ، فإِذا غاب عنا ، خفيت عنا أموره . والسابع : لو علمنا من الغيب أن هذه البلية تقع بابنك ما سافرنا به ، ذكرهما ابن الأنباري . والثامن : لم نعلم أنك تُصَابُ به كما أُصبتَ بيوسف ، ولو علمنا لم نذهب به ، قاله ابن كيسان .