Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 11-11)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { له معقبات } في هاء « له » أربعة أقوال : أحدها : أنها ترجع إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رواه أبو الجوزاء عن ابن عباس . والثاني : إِلى الملك من ملوك الدنيا ، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس . والثالث : إِلى الإِنسان ، قاله الزجاج . والرابع : إِلى الله تعالى ، ذكره ابن جرير ، وأبو سليمان الدمشقي . وفي المعقِّبات قولان : أحدهما : أنها الملائكة ، رواه عكرمة عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، والحسن ، وقتادة في آخرين . قال الزجاج : والمعنى : للإنسان ملائكة يعتقبون ، يأتي بعضهم بِعَقِب بعض . وقال أكثر المفسرين : هم الحَفَظَة ، اثنان بالنهار واثنان بالليل ، إِذا مضى فريق ، خلف بعده فريق ، ويجتمعون عند صلاة المغرب والفجر . وقال قوم ، منهم ابن زيد : هذه الآية خاصة في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عزم عامر بن الطُّفَيْل وأربد بن قيس على قتله ، فمنعه الله منهما ، وأنزل هذه الآية . والقول الثاني : أن المعقِّبات حُرَّاس الملوك الذين يتعاقبون الحَرْس ، وهذا مروي عن ابن عباس ، وعكرمة . وقال الضحّاك : هم السلاطين المشركون المحترسون من الله تعالى . وفي قوله : { يحفظونه من أمر الله } سبعة أقوال : أحدها : يحرسونه من أمر الله ولا يقدرون ، هذا على قول من قال : هي في المشركين المحترسين من أمر الله . والثاني : أن المعنى : حِفْظُهم له من أمر الله ، قاله ابن عباس ، وابن جُبير ، فيكون تقدير الكلام : هذا الحفظ مما أمرهم الله به . والثالث : يحفطونه بأمر الله ، قاله الحسن ، ومجاهد ، وعكرمة . قال اللغويون : والباء تقوم مقام « مِنْ » وحروف الصفات يقوم بعضها مقام بعض . والرابع : يحفظونه من الجن ، قاله مجاهد ، والنخعي . وقال كعب : لولا أن الله تعالى وكَّل بكم ملائكة يَذُبُّون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعَوْرَاتِكم ، إِذاً لتخطَّفَتْكم الجن . وقال مجاهد : ما من عَبْدٍ إِلا ومَلَكٌ موكّل به يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإِنس والهوامِّ ، فإذا أراده شيء ، قال : وراءك وراءك ، إِلا شيء قد قضي له أن يصيبه . وقال أبو مجلز : جاء رجل من مُراد إِلى عليّ عليه السلام ، فقال : احترس ، فإن ناساً من مُراد يريدون قتلك ، فقال : إِن مع كل رجل ملَكين يحفظانه مما لم يقدَّر ، فاذا جاء القدر خلَّيا بينه وبينه ، وإِن الأجل جُنَّة حصينة . والخامس : أن في الكلام تقديماً وتأخيراً ، والمعنى : له معقِّبات من أمر الله يحفظونه ، قاله أبو صالح ، والفراء . والسادس : يحفظونه لأمر الله فيه حتى يُسْلِموه إِلى ما قدِّر له ، ذكره أبو سليمان الدمشقي ، واستدل بما روى عكرمة عن ابن عباس أنه قال : يحفظونه من أمر الله ، حتى إِذا جاء القَدَر خلّوا عنه . وقال عكرمة : يحفظونه لأمر الله . والسابع : يحفظون عليه الحسنات والسيئات ، قاله ابن جُريج . قال الأخفش : وإِنما أنَّث المعقّبات لكثرة ذلك منها ، نحو النسَّابة ، والعلاَّمة ، ثم ذكَّر في قوله : « يحفظونه » لأن المعنى مذكَّر . قوله تعالى : { إِن الله لا يغيِّر ما بقوم } أي : لايسلبهم نِعَمَهُ { حتى يغيِّروا ما بأنفسهم } فيعملوا بمعاصيه . قال مقاتل : ويعني بذلك كفار مكة . قوله تعالى : { وإِذا أراد الله بقوم سوءاً } فيه قولان : أحدهما : أنه العذاب . والثاني : البلاء . قوله تعالى : { فلا مَرَدَّ له } أي : لا يردُّه شيء ولا تنفعه المعقِّبات . { وما لهم من دونه } يعني : من دون الله { من والٍ } أي : من وليّ يدفع عنهم العذاب والبلاء .