Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 10-10)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { سواء منكم } قال ابن الأنباري : ناب « سواءٌ » عن مُستوٍ ، والمعنى : مستوٍ منكم { من أسرَّ القول } أي : أخفاه وكتمه { ومن جهر به } أعلنه وأظهره ، والمعنى : أن السِرَّ والجهر سواء عنده . قوله تعالى : { ومن هو مستخفٍ بالليل وسارب بالنهار } فيه قولان . أحدهما : أن المستخفي : هو المستتر المتواري في ظلمة الليل ، والسارب بالنهار : الظاهر المتصرِّف في حوائجه . يقال : سرَبتِ الإِبل تَسرِب : إِذا مضت في الأرض ظاهرةً ، وأنشدوا : @ أرى كُلَّ قَوْمٍ قارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهِم وَنَحْنُ خَلَعْنَا قَيْدَه فَهْو سَارِبُ @@ أي : ذاهب . ومعنى الكلام : أن الظاهر والخفيِّ عنده سواء ، هذا قول الأكثرين . وروى العوفي عن ابن عباس : « ومَنْ هو مستخف » قال : صاحب رِيبة بالليل ، فإذا خرج بالنهار ، أرى الناسَ أنه بريء من الإِثم . والثاني : أن المستخفيَ بالليل : الظاهر ، والساربَ بالنهار : المستتر ، يقال : انسرب الوحش : إِذا دخل في كِناسِهِ ، وهذا قول الأخفش ، وذكره قطرب أيضاً ، واحتج له ابن جرير بقولهم : خَفَيْتُ الشيء : إِذا أظهرتَه ، ومنه { أكاد أَخفيها } [ طه : 15 ] بفتح الألف ، أي : أُظهرها ، قال : وإِنما قيل للمتواري : ساربٌ ، لأنه صار في السرَبِ مستخفياً .