Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 16-16)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قل من رب السموات والأرض قل الله } إِنما جاء السؤال والجواب من جهة ، لأن المشركين لا ينكرون أن الله خالق كل شيء ، فلما لم ينكروا ، كان كأنهم أجابوا . ثم ألزمهم الحُجة بقوله : { قل أفاتخذتم من دونه أولياء } يعني : الأصنام توليتموهم فعبدتموهم وهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ، فكيف لغيرهم ؟ ! ثم ضرب مثلاً للذي يعبد الأصنام والذي يعبد الله بقوله : { قل هل يستوي الأعمى والبصير } يعني المشرك والمؤمن { أم هل تستوي الظلمات والنور } وقرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وحفص عن عاصم : « تستوي » بالتاء . وقرأ حمزة ، والكسائي ، وأبو بكر عن عاصم : « يستوي » بالياء . قال أبو علي : التأنيث حسنٌ ، لأنه فعلُ مؤنثٍ ، والتذكير سائغ ، لأنه تأنيث غير حقيقي . ويعني بالظلمات والنور : الشركَ والإِيمان . { أم جعلوا لله شركاء } قال ابن الأنباري : معناه : أجعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه ، فتشابه خلق الله بخلق هؤلاء ؟ وهذا استفهام إِنكار ، والمعنى : ليس الأمر على هذا ، بل إِذا فكَّروا علموا أن الله هو المنفرد بالخلق ، وغيره لا يخلق شيئاً . قوله تعالى : { قل الله خالق كل شيء } قال الزجاج : قُل ذلك وبيِّنه بما أخبرت به من الدلالة في هذه السورة مما يدل على أنه خالق كل شيء ، وقد ذكرنا في [ يوسف : 39 ] معنى الواحد القهار .