Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 31-31)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ولو أن قرآناً سُيِّرت به الجبال } سبب نزولها أن مشركي قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : لو وسَّعت لنا أودية مكة بالقرآن ، وسيَّرت جبالها فاحترثناها ، وأحييت من مات منا ، فنزلت هذه الآية ، رواه العوفي عن ابن عباس . وقال الزبير بن العوّام : قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ادع الله أن يسيِّر عنا هذه الجبال ويفجِّر لنا الأرض أنهاراً فنزرع ، أو يحيي لنا موتانا فنكلمهم ، أو يصيّر هذه الصخرة ذهباً فتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف فقد كان للأنبياء آيات ، فنزلت هذه الآية ، ونزل قوله : { وما منعنا أن نرسل بالآيات إِلا أن كذَّب بها الأولون } [ الاسراء : 59 ] . ومعنى قوله : { أو قطِّعت به الأرض } أي : شقِّقت فجُعلت أنهاراً ، { أو كلِّم به الموتى } أي : أُحيوا حتى كلّموا . واختلفوا في جواب « لو » على قولين : أحدهما : أنه محذوف . وفي تقدير الكلام قولان : أحدهما : أن تقديره : لكان هذا القرآن ، ذكره الفراء ، وابن قتيبة . قال قتادة : لو فُعل هذا بقرآن غيرِ قرآنكم . لفُعل بقرآنكم . والثاني : أن تقديره : لو كان هذا كلّه لما آمنوا . ودليله قوله تعالى : { ولو أننا نزَّلنا إِليهم الملائكة … } إِلى آخر الآية [ الأنعام : 111 ] ، قاله الزجاج . والثاني : أن جواب « لو » مقدَّم ، والمعنى : وهم يكفرون بالرحمن ، ولو أنزلنا عليهم ما سألوا ، ذكره الفراء أيضاً . قوله تعالى : { بل لله الأمر جميعاً } أي : لو شاء أن يؤمنوا لآمنوا ، وإِذا لم يشأْ ، لم ينفع ما اقترحوا من الآيات . ثم أكد ذلك بقوله : { أفلم ييأس الذين آمنوا } وفيه أربعة أقوال : أحدها : أفلم يتبيَّن ، رواه العَوفي عن ابن عباس ، وروى عنه عكرمة أنه كان يقرؤها كذلك ، ويقول : أظن الكاتب كتبها وهو ناعس ، وهذا قول مجاهد ، وعكرمة ، وأبي مالك ، ومقاتل . والثاني : أفلم يعلم ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس ، وبه قال الحسن ، وقتادة ، وابن زيد . وقال ابن قتيبة : ويقال : هي لغة للنَّخَع « ييأس » بمعنى « يعلم » قال الشاعر : @ أَقُولُ لَهُمْ بِالشِّعْبِ إِذْ يَأْسِرُونَنِي أَلَمْ تَيْأَسُوا أَنِّي ابنُ فَارِسَ زَهْدَمِ @@ وإِنما وقع اليأس في مكان العلِم ، لأن في علمك الشيء وتيقُّنك به يأسَك من غيره . والثالث : أن المعنى : قد يئس الذين آمنوا أن يَهدوا واحداً ، ولو شاء الله لهدى الناس جميعاً ، قاله أبو العالية . والرابع : أفلم ييأس الذين آمنوا أن يؤمن هؤلاء المشركون ، قاله الكسائي . وقال الزجاج : المعنى عندي : أفلم ييأس الذين آمنوا من إِيمان هؤلاء الذين وصفهم الله بأنهم لا يؤمنون ، لأنه لو شاء لهدى الناس جميعاً . قوله تعالى : { ولا يزال الذين كفروا } فيهم قولان : أحدهما : أنهم جميع الكفار ، قاله ابن السائب . والثاني : كفار مكة ، قاله مقاتل . فأما القارعة ، فقال الزجاج : هي في اللغة : النازلة الشديدة تنزل بأمر عظيم . وفي المراد بها هاهنا قولان : أحدهما : أنها عذاب من السماء ، رواه العوفي عن ابن عباس . والثاني : السرايا والطلائع التي كان يُنفِذها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله عكرمة . وفي قوله : { أو تَحُلُّ قريباً من دارهم } قولان : أحدهما : أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالمعنى : أو تَحُلُّ أنت يا محمد ، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، وعكرمة ، وقتادة . والثاني : أنها القارعة ، قاله الحسن . وفي قوله : { حتى يأتيَ وعد الله } قولان : أحدهما : فتح مكة ، قاله ابن عباس ، ومقاتل . والثاني : القيامة ، قاله الحسن .