Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 32-33)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت } يعني : نفسه عز وجل . ومعنى القيام هاهنا : التولي لأمور خَلقه ، والتدبير لأرزاقهم وآجالهم ، وإِحصاء أعمالهم للجزاء ، والمعنى : أفمن هو مجازي كلّ نفس بما كسبت ، يثيبها إِذا أحسنت ، ويأخذها بما جنت ، كمن ليس بهذه الصفة من الأصنام ؟ قال الفراء : فتُرك جوابه ، لأن المعنى معلوم ، وقد بيَّنه بعد هذا بقوله : { وجعلوا لله شركاء } كأنه قيل : كشركائهم . قوله تعالى : { قل سمَّوهم } أي : بما يستحقونه من الصفات وإِضافةِ الأفعال إِليهم إِن كانوا شركاء لله كما يُسمى الله بالخالق ، والرازق ، والمحيي ، والمميت ، ولو سمَّوهم بشيء من هذا لكذبوا . قوله تعالى : { أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض } هذا استفهام منقطع مما قبله ، والمعنى : فإن سمَّوهم بصفات الله ، فقل لهم : أتنبئونه ، أي : أتخبرونه بشريك له في الأرض وهو لا يعلم لنفسه شريكاً ، ولو كان لَعَلِمَه . قوله تعالى : { أم بظاهر من القول } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : أم بظن من القول ، قاله مجاهد . والثاني : بباطل ، قاله قتادة . والثالث : بكلام لا أصل له ولا حقيقة . قوله تعالى : { بل زُيِّن للذين كفروا مكرُهم } قال ابن عباس : زين لهم الشيطان الكفر . قوله تعالى : { وصدّوا عن السبيل } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر : « وَصَدُّوا » بفتح الصاد ، ومثله في ( حم المؤمن ) [ غافر : 37 ] . وقرأ عاصم ، وحمزة ، والكسائي : « وصُدُّوا » بالضم فيهما . فمن فتح ، أراد : صَدُّوا المسلمين ، إِما عن الإِيمان ، أو عن البيت الحرام . ومن ضم ، أراد : صدهم الله عن سبيل الهدى .