Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 18-18)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد } قال الفراء : أضاف المَثَل إِليهم ، وإِنما المثل للأعمال ، فالمعنى : مَثَل أعمال الذين كفروا . ومِثلُه : { ويوم القيامة ترى الذين كَذَبوا على الله وجوهُهم مسودَّة } [ الزمر 60 ] ، أي : ترى وجوههم . وجعل العُصُوف تابعاً لليوم في إِعرابه ، وإِنما العُصُوف للريح ، وذلك جائز على جهتين : إِحداهما : أن العصوف ، وإِن كان للريح ، فإن اليوم يوصف به ، لأن الريح فيه تكون ، فجاز أن تقول : يوم عاصف كما تقول : يوم بارد ، ويوم حار . والوجه الآخر : أن تريد : في يومٍ عاصفِ الريح ، فتحذف الريح ، لأنها قد ذُكرت في أول الكلام ، كما قال الشاعر : @ ويُضْحِكُ عِرفانُ الدُّرُوْعِ جُلودَنا إِذا كانَ يَوْمٌ مُظْلِمُ الشَّمْسِ كَاسِفُ @@ يريد : كاسف الشمس . وروي عن سيبويه أنه قال : في هذه الآية إِضمار ، والمعنى : وممّا نقصُّ عليك مَثَل الذين كفروا ، ثم ابتدأ فقال : « أعمالهم كرماد » . وقرأ النخعي ، وابن يعمر ، والجُحدري : « في يومِ عاصفٍ » بغير تنوين اليوم . قال المفسرون : ومعنى الآية : أن كل ما يتقرَّب به المشركون يَحْبَط ولا ينتفعون به ، كالرماد الذي سَفَتْه الريح فلا يُقدَر على شيء منه ، فهم لا يقدرون مما كسبوا في الدنيا على شيء في الآخرة ، أي : لايجدون ثوابه ، { ذلك هو الضلال البعيد } من النجاة .