Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 21-21)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وبرزوا لله جميعاً } لفظه لفظ الماضي ، ومعناه المستقبل ، والمعنى : خرجوا من قبورهم يوم البعث ، واجتمع التابع والمتبوع ، { فقال الضعفاء } وهم الأتباع { للذين استكبروا } وهم المتبوعون . { إِنا كُنَّا لكم تَبَعاً } قال الزجاج : هو جمع تابع ، يقال : تابِع وتَبَع ، مِثْل : غائب وغَيَب ، والمعنى : تبعناكم فيما دعوتمونا إِليه . قوله تعالى : { فهل أنتم مُغْنون عنا } أي : دافعون عنا { من عذاب الله من شيء } . قال القادة : { لو هدانا الله } أي : لو أرشدنا في الدنيا لأرشدناكم ، يريدون : أن الله أضلَّنا فدَعوناكم إِلى الضلال ، { سواء علينا أجَزِعنا أم صَبَرنا } قال ابن زيد : إِن أهل النار قال بعضهم لبعض : تعالَوْا نبكي ونضرع ، فإنما أدرك أهلُ الجنة الجنةَ ببكائهم وتضرُّعهم ، فَبَكَوْا وتضرعوا ، فلما رأوا ذلك لا ينفعهم ، قالوا : تعالَوْا نصبر ، فانما أدرك أهل الجنة الجنةَ بالصبر ، فصبروا صبراً لم يُرَ مثلُه قط ، فلم ينفعهم ذلك ، فعندها قالوا : « سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص » وروى مالك بن أنس عن زيد بن أسلم قال : جَزِعوا مائة سنة ، وصبروا مائة سنة . وقال مقاتل : جزعوا خمس مائة عام ، وصبروا خمس مائة عام . وقد شرحنا معنى المحيص في سورة [ النساء : 121 ] .