Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 24-25)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ألم تر كيف ضرب الله مثلاً } قال المفسرون : ألم تر بعين قلبك فتعلم باعلامي إِياك كيف ضرب الله مثلاً ، أي : بيَّن شَبَهاً ، { كلمة طيبة } قال ابن عباس : هي شهادة أن لا إِله إِلا الله . { كشجرة طيبة } أي : طيبة الثمرة ، فترك ذكر الثمرة اكتفاء بدلالة الكلام عليه . وفي هذه الشجرة ثلاثة أقوال : أحدها : أنها النخلة ، وهو في « الصحيحين » من حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وبه قال ابن مسعود ، وأنس بن مالك ، ومجاهد ، وعكرمة ، والضحاك في آخرين . والثاني : أنها شجرة في الجنة ، رواه أبو ظبيان عن ابن عباس . والثالث : أنها المؤمن ، وأصله الثابت أنه يعمل في الأرض ويبلغ عملُه السماء . وقوله : { تُؤتي أُكُلَهَا كل حين } فالمؤمن يذكر الله كل ساعة من النهار ، رواه عطية عن ابن عباس . قوله تعالى : { أصلها ثابت } أي : في الأرض ، { وفرعها } أعلاها عالٍ { في السماء } أي : نحو السماء ، وأُكُلُها : ثمرها . وفي الحين هاهنا ستة أقوال : أحدها : أنه ثمانية أشهر ، قاله علي عليه السلام . والثاني : ستة أشهر ، رواه سعيد بن جُبير عن ابن عباس ، وبه قال الحسن ، وعكرمة ، وقتادة . والثالث : أنه بُكْرة وعشية ، رواه أبو ظبيان عن ابن عباس . والرابع : أنه السنة ، روي عن ابن عباس أيضاً ، وبه قال مجاهد ، وابن زيد . والخامس : أنه شهران ، قاله سعيد بن المسيب . والسادس : أنه غُدوة وعشية وكلّ ساعة ، قاله ابن جرير . فمن قال : ثمانية أشهر ، أشار إِلى مدَّة حملها باطناً وظاهراً ، ومن قال : ستة أشهر ، فهي مدة حملها إِلى حين صِرامها ، ومن قال : بُكرة وعشية ، أشار إِلى الاجتناء منها ، ومن قال : سنة ، أشار إِلى أنها لاتحمل في السنة إِلاَّ مَرَّة ، ومن قال : شهران ، فهو مدة صلاحها . قال ابن المسيب : لا يكون في النخلة أكُلُها إِلا شهرين . ومن قال : كل ساعة ، أشار إِلى أن ثمرتها تؤكل دائماً . قال قتادة : تؤكل ثمرتها في الشتاء والصيف . قال ابن جرير : الطلع في الشتاء من أُكلها ، والبلح والبُسر والرطب والتمر في الصيف . فأما الحكمة في تمثيل الإِيمان بالنخلة ، فمن أوجه : أحدها : أنها شديدة الثبوت ، فشبِّه ثبات الإِيمان في قلب المؤمن بثباتها . والثاني : أنها شديدة الارتفاع ، فشُبِّه ارتفاع عمل المؤمن بارتفاع فروعها . والثالث : أن ثمرتها تأتي كل حين ، فشُبِّه ما يكسب المؤمن من بركة الإِيمان وثوابه في كل وقت بثمرتها المجتناة في كل حين على اختلاف صنوفها ، فالمؤمن كلما قال : لا إِله إِلا الله ، صَعِدَتْ إِلى السماءِ ، ثم جاءه خيرها ومنفعتها . والرابع : أنها أشبهُ الشجر بالإِنسان ، فإن كل شجرة يقطع رأسها تتشعب غصونها من جوانبها ، إِلا هي ، إِذا قُطع رأسها يبست ، ولأنها لاتحمل حتى تلقَّح ، ولأنها فضلة تربة آدم عليه السلام فيما يُروى .