Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 31-36)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قل لعبادي الذين آمنوا } أسكن ابن عامر ، وحمزة ، والكسائي ياء « عبادي » . قوله تعالى : { يقيموا الصلاة } قاله ابن الأنباري : معناه : قل لعبادي : أقيموا الصلاة وأنفِقوا ، يقيموا وينفقوا ، فحُذف الأمران ، وتُرك الجوابان ، قال الشاعر : @ فأيُّ امرىءٍ أَنْتَ أَيُّ امْرِىءٍ إِذا قِيْلَ في الحَرْبِ من يُقْدِمُ @@ أراد : إِذا قيل : من يُقدم تُقْدِمُ . ويجوز أن يكون المعنى : قل لعبادي أقيموا الصلاة ، وأنفقوا ، فصُرف عن لفظ الأمر إِلى لفظ الخبر . ويجوز أن يكون المعنى : قل لهم ليُقيموا الصلاة ، وليُنفقوا ، فحذف لام الأمر ، لدلالة « قل » عليها . قال ابن قتيبة : والخِلال مصدر خالَلْت فلاناً خلالاً ومُخالَّة ، والاسم الخُلَّة ، وهي الصداقة . قوله تعالى : { وسخَّر لكم الأنهار } أي : ذلَّلها ، تجري حيث تريدون ، وتركبون فيها حيث تشاؤون . { وسخر لكم الشمس والقمر } لتنتفعوا بهما وتستضيئوا بضوئهما { دائبين } في إِصلاح ما يُصلحانه من النبات وغيره ، لا يفتران . ومعنى الدؤوب : مرور الشيء في العمل على عادة جارية فيه . { وسخَّر لكم الليل } لتسكنوا فيه ، راحة لأبدانكم ، { والنهار } لتنتفعوا بمعاشكم ، { وآتاكم من كل ما سألتموه } وفيه خمسة أقوال : أحدها : أن المعنى : من كل الذي سألتموه ، قاله الحسن ، وعكرمة . والثاني : من كل ما سألتموه ، لو سألتوه ، قاله الفراء . والثالث : وآتاكم من كل شيء سألتموه شيئاً ، فأضمر الشيء ، كقوله : { وأوتيتْ من كل شيء } [ النمل 23 ] أي ، من كل شيء في زمانها شيئاً ، قاله الأخفش . والرابع : من كل ما سألتموه ، وما لم تسألوه ، لأنكم لم تسألوا شمساً ولا قمراً ولا كثيراً من النِّعم التي ابتدأ كم بها ، فاكتُفي بالأول من الثاني ، كقوله : { سرابيل تقيكم الحر } [ النحل 81 ] ، قاله ابن الأنباري . والخامس : على قراءة ابن مسعود ، وأبي رزين ، والحسن ، وعكرمة ، وقتادة ، وأبان عن عاصم ، وأبي حاتم عن يعقوب : « من كلٍّ ما » بالتنوين من غير إِضافة ، فالمعنى : آتاكم من كُلٍّ ما لم تسألوه ، قاله قتادة ، والضحاك . قوله تعالى : { وإِن تعُدُّوا نِعمة الله } أي : إِنعامه { لا تحصوها } لا تُطيقوا الإِتيان على جميعها بالعَدِّ لكثرتها . { إِن الإِنسان } قال ابن عباس : يريد أبا جهل . وقال الزجاج : الإِنسان اسم للجنس يُقصَد به الكافر خاصة . قوله تعالى : { لظَلوم كَفَّار } الظَّلوم هاهنا : الشاكرُ غيرَ مَن أنعم عليه ، والكَفَّار : الجحود لنِعم الله تعالى . قوله تعالى : { اجعل هذا البلد آمنا } قد سبق تفسيره في سورة [ البقرة : 126 ] . قوله تعالى : { واجنبني وبَنيَّ } أي : جنِّبني وإِياهم ، والمعنى : ثبِّتني على اجتناب عبادتها . { رب إِنهن أضللن كثيراً من الناس } يعني : الأصنام ، وهي لا توصَف بالإِضلال ولا بالفعل ، ولكنهم لما ضلّوا بسببها ، كانت كأنها أضلَّتهم . { فمن تبعني } أي : على ديني التوحيد { فإنه مِنّي } أي : فهو على مِلَّتي ، { ومن عصاني فإنك غفور رحيم } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : ومن عصاني ثم تاب فانك غفور رحيم ، قاله السدي . والثاني : ومن عصاني فيما دون الشرك ، قاله مقاتل بن حيان . والثالث : ومن عصاني فكفر فإنك غفور رحيم أن تتوب عليه فتهديه إِلى التوحيد ، قاله مقاتل بن سليمان . وقال ابن الأنباري : يحتمل أن يكون دعا بهذا قبل أن يُعلِمه الله تعالى أنه لا يغفر الشرك كما استغفر لأبيه .