Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 3-6)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { الذين يستحبُّون الحياة الدنيا } أي : يؤثرونها { على الآخرة } قال ابن عباس : يأخذون ما تعجَّل لهم منها تهاوُناً بأمر الآخرة . قوله تعالى : { ويَصُدُّون عن سبيل } أي : يمنعون الناس من الدخول في دِينه ، { ويبغونها عِوَجاً } قد شرحناه في [ آل عمران : 99 ] . قوله تعالى : { أولئك في ضلال } أي : في ذهاب عن الحق { بعيد } من الصواب . قوله تعالى : { إِلا بلسان قومه } أي : بلُغتهم . قال ابن الأنباري : ومعنى اللغة عند العرب : الكلام المنطوق به ، وهو مأخوذ من قولهم : لَغا الطائر يَلْغُو : إِذا صَوَّت في الغَلَس . وقرأ أبو رجاء ، وأبو المتوكل ، والجُحدري : « إِلاَّ بِلُسُنِ قومه » برفع اللام والسين من غير ألف . وقرأ أبو الجوزاء ، وأبو عمران : « بِلِسْنِ قومه » بكسر اللام وسكون السين من غير ألف . قوله تعالى : { ليُبيِّن لهم } أي : الذي أُرسل به فيفهمونه عنه . وهذا نزل ، لأن قريشاً قالوا : ما بال الكتب كلِّها أعجمية ، وهذا عربي ! قوله تعالى : { أن أَخرج قومك } قال الزجاج : « أن » مفسِّر ، والمعنى : قلنا له : أَخرج قومك . وقد سبق بيان الظلمات والنور [ البقرة : 257 ] . وفي قوله : { وذكِّرهم بأيام الله } ثلاثة أقوال : أحدها : أنها نِعَمُ الله ، رواه أُبيُّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وبه قال مجاهد ، وقتادة ، وابن قتيبة . والثاني : أنها وقائع الله في الأمم قبلهم ، قاله ابن زيد ، وابن السائب ، ومقاتل . والثالث : أنها أيام نِعَم الله عليهم وأيام نِقَمِه ممن كَفر من قوم نوح وعاد وثمود ، قاله الزجاج . قوله تعالى : { إِن في ذلك } يعني : التذكير { لآيات لكل صبَّار } على طاعة الله وعن معصيته { شَكور } لأنعُمه . والصبَّار : الكثير الصبر ، والشَّكور : الكثير الشُّكر ، وإِنما خصه بالآيات ، لانتفاعه بها . وما بعد هذا مشروح في سورة [ البقرة : 49 ] .