Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 12-16)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وما ذرأ لكم } أي : وسخر ما ذرأ لكم . وذرأ بمعنى : خلق . و « سخر البحر » أي : ذلَّله للركوب والغوص فيه { لتأكلوا منه لحماً طريّاً } يعني : السمك { وتستخرجوا منه حلية تلبسونها } يعني : الدُّر ، واللؤلؤ ، والمرجان ، وفي هذا دلالة على أن حالفاً لو حلف : لا يلبس حُلِيّاً ، فلبس لؤلؤاً ، أنه يحنث ، وقال أبو حنيفة : لا يحنث . قوله تعالى : { وترى الفلك } يعني : السفن . وفي معنى { مَوَاخِرَ } قولان : أحدهما : جواري ، قاله ابن عباس . قال اللغويون : يقال : مخرت السفينة مَخْراً : إِذا شقت الماء في جريانها . والثاني : المواقر ، يعني : المملوءة ، قاله الحسن . وفي قوله تعالى : { ولتبتغوا من فضله } قولان : أحدهما : بالركوب فيه للتجارة ابتغاء الربح من فضل الله . والثاني : بما تستخرجون من حليته ، وتصيدون من حيتانه . قال ابن الأنباري : وفي دخول الواو في قوله تعالى : { ولتبتغوا من فضله } وجهان : أحدهما : أنها معطوفة على لامٍ محذوفة ، تقديره : وترى الفلك مواخر فيه لتنتفعوا بذلك ولتبتغوا . والثاني : أنها دخلت لفعل مضمر ، تقديرهُ : وفعل ذلك لكي تبتغوا . قوله تعالى : { وألقى في الأرض رواسي } أي : نصب فيها جبالاً ثوابت { أن تميد } أي : لئلاَّ تميد ، وقال الزجاج : كراهة أن تميد ، يقال : ماد الرجل يميد مَيْداً : إِذا أُدير به ، وقال ابن قتيبة : الميد : الحركة والمَيْل ، يقال : فلان يميد في مشيته ، أي : يتكفَّأ . قوله تعالى : { وأنهاراً } قال الزجاج : المعنى : وجعل فيها سُبُلاً ، لأن معنى « ألقى » : « جعل » ، فأما السبل ، فهي الطرق . { ولعلكم تهتدون } أي : لكي تهتدوا إِلى مقاصدكم . قوله تعالى : { وعلامات } فيها ثلاثة أقوال : أحدها : أنها معالم الطرق بالنهار ، وبالنجم هم يهتدون وبالليل ، رواه العوفيّ عن ابن عباس . والثاني : أنها النجوم أيضاً ، منها ما يكون علامة لا يُهتدى به ، ومنها ما يُهتدى به ، قاله مجاهد ، وقتادة ، والنخعي . والثالث : الجبال ، قاله ابن السائب ، ومقاتل . وفي المراد بالنجم أربعة أقوال : أحدها : أنه الثريّا ، والفرقدان ، وبنات نعش ، والجدي ، قاله السدي . والثاني : أنه الجَدْي ، والفرقدان ، قاله ابن السائب . والثالث : أنه الجدي وحده ، لأنه أثبتُ النجومِ كلِّها في مركزه ، ذكره الماوردي . والرابع : أنه اسم جنس ، والمراد جميع النجوم ، قاله الزجاج ، وقرأ الحسن ، والضحاك ، وأبو المتوكل ، ويحيى بن وثاب : « وبالنُّجْم » بضم النون وإِسكان الجيم ، وقرأ الجحدري : « وبالنُّجُم » بضم النون والجيم ، وقرأ مجاهد : « وبالنجوم » بواوٍ على الجمع . وفي المراد بهذا الاهتداء قولان : أحدهما : الاهتداء إِلى القِبلة . والثاني : إِلى الطريق في السفر .