Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 9-11)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وعلى الله قصد السبيل } القصد : استقامة الطريق ، يقال : طريق قصد وقاصد : إِذا قصد بك ما تريد . قال الزجاج : المعنى : وعلى الله تبيين الطريق المستقيم ، والدعاء إِليه بالحجج والبرهان . قوله تعالى : { ومنها جائر } قال أبو عبيدة : السبيل لفظه لفظ الواحد ، وهو في موضع الجميع ، فكأنه قال : ومن السبل سبيل جائر . قال ابن الأنباري : لما ذكر السبيل ، دلّ على السبل . فلذلك قال : { ومنها جائر } كما دل الحَدَثان على الحوادث في قول العبدي : @ وَلاَ يَبْقَى عَلَى الحَدَثَانِ حَيّ فَهَلْ يَبْقَى عليهِنَّ السِّلامُ @@ أراد : فهل يبقى على الحوادث ، والسِّلام : الصخور ، قال ويجوز أن يكون إِنما قال : { ومنها } ، لأن السبيل تؤنث وتذكَّر ، فالمعنى : من السبيل جائر . وقال ابن قتيبة : المعنى : ومن الطُّرق جائر لا يهتدون فيه ، والجائر : العادل عن القصد ، قال ابن عباس : ومنها جائر الأهواء المختلفة . وقال ابن المبارك : الأهواء والبدع . قوله تعالى : { هو الذي أنزل من السماء ماءً } يعني : المطر { لكم منه شراب } وهو ما تشربونه ، { ومنه شجر } ذكر ابن الأنباري في معناه قولين : أحدهما : ومنه سَقي شجر ، وشرب شجر ، فخلف المضافُ إِليه المضافَ ، كقوله : { وأُشربوا في قلوبهم العجل } [ البقرة 93 ] . والثاني : أن المعنى : ومن جهة الماء شجر ، ومن سقيه شجر ، ومن ناحيته شجر ، فحُذف الأول ، وخلَفه الثاني ، قال زهير : @ لِمَنِ الدِّيارُ بِقُنَّةِ الحِجْرِ أَقْوَيْنَ من حِجَجٍ وَمِنْ شَهْرِ @@ أي : من ممرِّ حجج . قال ابن قتيبة : والمراد بهذه الشجر : المرعى . وقال الزجاج : كل ما نبت على الأرض فهو شجر ، قال الشاعر يصف الخيل : @ يَعْلِفُهَا الَّلحْمَ إِذا عَزَّ الشَّجَرْ وَالخَيْلُ في إِطعَامها الَّلحْمَ ضَرَرْ @@ يعني : أنهم يسقون الخيل اللبن إِذا أجدبت الأرض . و { تُسيمون } بمعنى : تَرعَون ، يقال : سامت الإِبل فهي سائمة : إِذا رعت ، وإِنما أخذ ذلك من السُّومة ، وهي : العلامة ، وتأويلها : أنها تؤثر في الأرض برعيها علامات . قوله تعالى : { يُنبت لكم به الزرع } وروى أبو بكر عن عاصم : « ننبت » بالنون . قال ابن عباس : يريد الحبوب ، وما بعد هذا ظاهر إِلى قوله تعالى : { والنجومُ مسخراتٌ بأمره } قال الأخفش : المعنى : وجعلَ النجوم مسخراتٍ ، فجاز إِضمار فعل غير الأول ، لأن هذا المضمر ، في المعنى مثل المُظَهر ، وقد تفعل العرب أَشدَّ من هذا ، قال الراجز : @ تَسْمَعُ في أجوافِهِنَّ صَرَدَا وفي اليَديْنِ جُسْأَةً وَبَدَدَا @@ المعنى : وترى في اليدين . والجُسأة : اليبس . والبَدَد : السَّعة . وقال غيره : قوله تعالى : { مسخرات } حال مؤكدة ، لأن تسخيرها قد عرف بقوله تعالى : { وسخر } . وقرأ ابن عامر : والشمسُ والقمرُ والنجومُ مسخراتٌ ، رفعاً كله ، وروى حفص عن عاصم : بالنصب ، كالجمهور ، إِلاّ قوله تعالى : { والنجومُ مسخراتٌ } فإنه رفعها .