Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 45-47)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أفأمن الذين مكروا السيئات } قال المفسرون : أراد مشركي مكة . ومكرهم السيئات : شركهم وتكذيبهم ، وسمي ذلك مكراً ، لأن المكر في اللغة : السعي بالفساد ، وهذا استفهام إِنكار ، ومعناه : ينبغي أن لا يأمَنوا العقوبة ، وكان مجاهد يقول : عنى بهذا الكلام نمرود بن كنعان . قوله تعالى : { أو يأخذَهم في تقلُّبهم } فيه أربعة أقوال : أحدها : في أسفارهم ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال قتادة . والثاني : في منامهم ، رواه الضحاك عن ابن عباس . والثالث : في ليلهم ونهارهم ، قاله الضحاك ، وابن جريج ، ومقاتل . والرابع : أنه جميع ما يتقلَّبون فيه ، قاله الزجاج . قوله تعالى : { أو يأخذَهم على تخوّف } فيه قولان : أحدهما : على تنقُّص ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك . قال ابن قتيبة : التُّخَوُّف : التقُّص ، ومثله التخوُّن . يقال : تخوفته الدهور وتخونته : إِذا نقصته وأخذت من ماله وجسمه . وقال الهيثم بن عدي : التخوُّف : التنقُّص ، بلغة أزد شنوءة . ثم في هذا التنقُّص ثلاثة أقوال . أحدها : أنه تنقّصٌ من أعمالهم ، رواه الضحاك عن ابن عباس . والثاني : أخذُ واحد بعد واحد ، روي عن ابن عباس أيضاً . والثالث : تنقُّصُ أموالهم وثمارهم حتى يهلكهم ، قاله الزجاج . والثاني : أنه التخوف نفسه ، ثم فيه قولان : أحدهما : يأخذهم على خوف أن يعاقب أو يتجاوز ، قاله قتادة . والثاني : أنه يأخذ قرية لتخاف القرية الأخرى ، قاله الضحاك . وقال الزجاج : يأخذهم بعد أن يخيفهم بأن يهلك قرية فتخاف التي تليها ، فعلى هذا ، خوَّفهم قبل هلاكهم ، فلم يتوبوا ، فاستحقوا العذاب . قوله تعالى : { فإن ربكم لرؤوف رحيم } إِذ لم يعجِّل بالعقوبة ، وأمهل للتوبة .