Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 56-59)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ويجعلون لما لا يعلمون } يعني : الأوثان . وفي الذين لا يعلمون قولان : أحدهما : أنهم الجاعلون ، وهم المشركون ، والمعنى : لما لا يعلمون لها ضراً ولا نفعاً ؛ فمفعول العلم محذوف ، وتقديره : ما قلنا ، هذا قول مجاهد ، وقتادة . والثاني : أنها الأصنام التي لا تعلم شيئاً ، وليس لها حس ولا معرفة ، وإِنما قال : يعلمون ، لأنهم لمَّا نحلوها الفهم ، أجراها مجرى مَنْ يعقل على زعمهم ، قاله جماعة من أهل المعاني . قال المفسرون : وهؤلاء مشركو العرب جعلوا لأوثانهم جزءاً من أموالهم ، كالبَحِيرَةِ والسائِبَةِ وغير ذلك مما شرحناه في [ الأنعام : 139 ] . قوله تعالى : { تالله لتُسأَلُنّ } رجع عن الإِخبار عنهم إِلى الخطاب لهم ، وهذا سؤال توبيخ . قوله تعالى : { ويجعلون لله البنات } قال المفسرون : يعني : خزاعة وكنانة ، زعموا أن الملائكة بنات الله { سبحانه } أي : تنزه عما زعموا . { ولهم ما يشتهون } يعني : البنين . قال أبوسليمان : المعنى : ويتمنَّون لأنفسهم الذكور . قوله تعالى : { وإِذا بُشِّر أحدهم بالأُنثى } أي : أُخبر بأنه قد وُلد له بنت { ظل وجهه مُسودّاً } قال الزجاج : أي : متغيِّراً تغيُّر مغتمٍّ ، يقال لكل من لقي مكروهاً : قد اسود وجهه غَمّاً وحَزَناً . قوله تعالى : { وهو كظيم } أي : يكظم شدة وَجْدِهِ ، فلا يظهره ، وقد شرحناه في سورة [ يوسف : 84 ] . قوله تعالى : { يتوارى من القوم } قال المفسرون : وهذا صنيع مشركي العرب ، كان أحدُهم إِذا ضرب امرأتَه المخاضُ ، توارى إِلى أن يعلم ما يولد له ، فإن كان ذكراً ، سُرَّ به ، وإِن كانت أنثى ، لم يظهر أياماً يُدَبِّر كيف يصنع في أمرها ، وهو قوله تعالى : { أيُمسِكُهُ على هُونٍ } فالهاء ترجع إِلى ما في قوله : { ما بُشِّر به } ، والهُون في كلام العرب : الهوان . وقرأ ابن مسعود ، وابن أبي عبلة ، والجحدري : « على هوان » والدس : إِخفاء الشيء ، في الشيء ، وكانوا يدفنون البنت وهي حية { ألا ساء ما يحكمون } إِذْ جعلوا لله البنات اللاتي محلُّهن منهم هذا ، ونسبوه إِلى الولد ، وجعلوا لأنفسهم البنين .