Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 15-15)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه } أي : له ثواب اهتدائه ، وعليه عقاب ضلاله . قوله تعالى : { ولا تزرُ وازرةٌ } أي : نفس وازرة { وزر أخرى } قال ابن عباس : إِن الوليد بن المغيرة قال : اتبَّعوني وأنا أحمل أوزاركم ، فقال الله تعالى : { ولا تزر وازرة وزر أخرى } ، قال أبو عبيدة : والمعنى : ولا تَأثَمْ آثمة إِثم أخرى . قال الزجاج : يقال : وزَر ، يَزِرُ ، فهو وازِر ، وَزراً ، ووِزراً ، ووِزْرةً ، ومعناه : أثِم إِثماً . وفي تأويل هذه الآية وجهان . أحدهما : أن الآثم لا يؤخذ بذنب غيره . والثاني : أنه لا ينبغي أن يعمل الإِنسان بالإِثم ، لأن غيرَه عَمِلَه كما قال الكفار : { إِنّا وجدنا آباءنا على أمة } [ الزخرف : 22 ] . ومعنى { حتى نبعثَ رسولاً } أي : حتى نُبيّنَ ما به نعذِّب ، وما من أجله نُدخلُ الجنة . فصل قال القاضي أبو يعلى : في هذا دليل على أن معرفة الله لا تجب عقلا ، وإِنما تجب بالشرع ، وهو بعثة الرسل ، وأنه لو مات الإِنسان قبل ذلك ، لم يقطع عليه بالنار . قال : وقيل معناه : أنه لا يعذِّب في ما طريقه السمع إِلاَّ بقيام حجة السمع من جهة الرسول ، ولهذا قالوا : لو أسلم بعض أهل الحرب في دار الحرب ولم يسمع بالصلاة والزكاة ونحوها ، لم يلزمه قضاء شيء منها ، لأنها لم تلزمه إِلاَّ بعد قيام حجة السمع ، والأصل فيه قصة أهل قُباء حين استداروا إِلى الكعبة ولم يستأنفوا ، ولو أسلم في دار الإِسلام ولم يعلم بفرض الصلاة ، فالواجب عليه القضاء ، لأنه قد رأى الناس يصلُّون في المساجد بأذان وإِقامة ، وذلك دعاء إِليها .