Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 1-1)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { سبحان } " روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن تفسير : « سبحان الله » ، فقال : « تنزيه لِله عن كل سوءٍ » " ، وقد ذكرنا هذا المعنى في [ البقرة : 32 ] . قال الزجاج : و « أسرى » : بمعنى : سيَّر عبده ، يقال : أسريت وسريت : إِذا سرت ليلاً . وقد جاءت اللغتان في القرآن . قال الله تعالى : { والليل إِذا يسرِ } [ الفجر : 4 ] . وفي معنى التسبيح هاهنا قولان . أحدهما : أن العرب تسبِّح عند الأمر المعجب ، فكأن الله تعالى عجَّب العباد مما أسدى إِلى رسوله من النعمة . والثاني : أن يكون خرج مخرج الرد عليهم ، لأنه لما حدَّثهم بالاسراء ، كذبوه ، فيكون المعنى : تنزه الله أن يتخذ رسولا كذاباً . ولا خلاف أن المراد بعبده هاهنا : محمد صلى الله عليه وسلم . وفي قوله : { من المسجد الحرام } قولان . أحدهما : أنه أُسري به من نفس المسجد ، قاله الحسن ، وقتادة ، ويسنده حديث مالك بن صعصعة ، وهو في « الصحيحين » « بينا أنا في الحطيم » وربما قال بعض الرواة : في « الحِجر » . والثاني : أنه أُسري به من بيت أم هانىء ، وهو قول أكثر المفسرين ، فعلى هذا يعني بالمسجد الحرام : الحرم . والحرم كلُّه مسجد ، ذكره القاضي أبو يعلى وغيره . فأما { المسجد الأقصى } فهو بيت المقدس ، وقيل له : الأقصى ، لبُعد المسافة بين المسجدَين . ومعنى { باركنا حوله } : أن الله أجرى حوله الأنهار ، وأنبت الثِّمار . وقيل : لأنه مَقَرُّ الأنبياء ، ومَهْبِطُ الملائكة . واختلف العلماء ، هل دخل بيتَ المقدس ، أم لا ؟ فروى أبو هريرة أنه دخل بيت المقدس ، وصلّى فيه بالأنبياء ، ثم عُرِج به إِلى السماء . وقال حُذيفة بن اليمان : لم يدخل بيت المقدس ولم يصلِّ فيه ، ولا نزل عن البُراق حتى عُرج به . فان قيل : ما معنى قوله : { إِلى المسجد الأقصى } وأنتم تقولون : صعِد إِلى السماء ؟ فالجواب : أن الإِسراء كان إِلى هنالك ، والمعراج كان من هنالك . وقيل : إِن الحكمة في ذِكْر ذلك ، أنه لو أخبر بصعوده إِلى السماء في بَدْءِ الحديث ، لاشتد إِنكارهم ، فلما أخبر ببيت المقدس ، وبان لهم صدقُه فيما أخبرهم به من العلامات الصادقة ، أخبر بمعراجه . قوله تعالى : { لنُرِيَه من آياتنا } يعني : ما رأى ، أي : تلك الليلة من العجائب التي أَخبر بها الناس . { إِنه هو السميع } لمقالة قريش ، { البصير } بها . وقد ذكرنا في كتابنا المسمى بـ « الحدائق » أَحاديث المعراج ، وكرهنا الإِطالة هاهنا .