Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 2-3)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وآتينا موسى الكتاب } لمَّا ذكر في الآية الأولى إِكرام محمد صلى الله عليه وسلم ، ذكر في هذه كرامة موسى . و { الكتاب } : التوراة . { وجعلناه هدىً لبني إِسرائيل } أي : دللناهم به على الهدى . { ألاَّ تتخذوا } قرأ أبو عمرو : « يتخذوا » بالياء ، والمعنى : هديناهم لئلا يتخذوا . وقرأ الباقون بالتاء ، قال أبو علي : وهو على الانصراف إِلى الخطاب بعد الغَيْبَة ، مثل { الحمد لله } ثم [ قال ] { إِياك نعبد } . قوله تعالى : { وكِيلاً } قال مجاهد : شريكاً . وقال الزجاج : ربّاً . قال ابن الأنباري : وإِنما قيل للربِّ : وكيل ، لكفايته وقيامه بشأن عباده ، من أجل أَن الوكيل عند الناس قد عُلم أَنه يقوم بشؤون أصحابه ، وتفقُّد أمورهم ، فكان الرب وكيلاً من هذه الجهة ، لا على معنى ارتفاع منزلة الموكِّل وانحطاط أمر الوكيل . قوله تعالى : { ذرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا } قال مجاهد : هو نداء : يا ذرية من حملنا . قال ابن الأنباري : من قرأ : « ألاَّ تتخذوا » بالتاء ، فإنه يقول : بعد الذرية مضمر حُذفَ اعتماداً على دلالة ما سبق ، تلخيصه : يا ذرية من حملنا مع نوح لا تتخذوا وكيلاً ، ويجوز أن يستغني عن الإِضمار بقوله : { إِنه كان عبداً شكوراً } لأنه بمعنى : اشكروني كشكره . ومن قرأ : « لا يتخذوا » بالياء ، جعل النداء متصلاً بالخطاب ، و « الذرية » تنتصب بالنداء ، ويجوز نصبها بالاتخاذ على أَنها مفعول ثانٍ ، تلخيص الكلام : أن لا يتخذوا ذرية من حملنا مع نوح وكيلاً . قال قتادة : الناس كلُّهم ذرِّيَّة من أنجى الله في تلك السفينة . قال العلماء : ووجه الإِنعام على الخَلْق بهذا القول ، أنهم كانوا في صلب من نجا . قوله تعالى : { إِنه كان عبداً شكوراً } قال سلمان الفارسي : كان إِذا أَكل قال : « الحمد لله » وإِذا شرب قال : « الحمد لله » . وقال غيره : كان إِذا لبس ثوباً قال : « الحمد لله » فسمَّاه الله عبداً شكوراً .