Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 37-39)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ولا تمش في الأرض مرَحاً } وقرأ الضحاك ، وابن يعمر : « مَرِحاً » بكسر الراء ، قال الأخفش : والكسر أجود ، لأن « مَرِحاً » اسم الفاعل ؛ قال الزجاج : وكلاهما في الجودة سواء ، غير أن المصدر أوكد في الاستعمال ، تقول : جاء زيد رَكْضاً ، وجاء زيد راكِضاً ، فـ « ركضاً » أوكد في الاستعمال ، لأنه يدل على توكيد الفعل ، وتأويل الآية : لا تمش في الأرض مختالاً فخوراً ، والمرح : الأشر والبطر . وقال ابن فارس : المرح : شدة الفرح . قوله تعالى : { إِنَّك لن تَخْرِقَ الأرض } فيه قولان . أحدهما : لن تقطعها إِلى آخرها . والثاني : لن تنفذها وتنقُبها . قال ابن عباس : لن تَخرق الأرضَ بِكِبْرِك ، ولن تبلغ الجبال طولاً بعظَمتك . قال ابن قتيبة : والمعنى : لا ينبغي للعاجز أن يَبْذَخَ ويستكبر . قوله تعالى : { كل ذلك كان سَيِّئه } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو : « سَيِّئَةً » منوناً غير مضاف ، على معنى : كان خطيئةً ، فعلى هذا يكون قوله : { كلُّ ذلك } إِشارة إِلى المنهيّ عنه من المذكور فقط . وقرأ عاصم ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي : « سَيِّئُهُ » مضافاً مذكَّراً ، فتكون لفظة { كلّ } يُشار بها إِلى سائر ما تقدم ذِكْره . وكان أبو عمرو لا يرى هذه القراءة . قال الزجاج : وهذا غلط من أبي عمرو ، لأن في هذه الأقاصيص سَيِّئاً وحَسَناً ، وذلك أن فيها الأمر بِبِرِّ الوالدين ، وإِيتاء ذي القربى ، والوفاء بالعهد ، ونحو ذلك ، فهذه القراءة أحسن من قراءة مَنْ نصب السَّيِئة ، وكذلك قال أبو عبيدة : تدبرت الآيات من قوله تعالى : { وقضى ربك … } فوجدت فيها أموراً حسنة . وقال أبو علي : من قرأ « سَيِّئَةً » رأى أن الكلام انقطع عند قوله : { وأحسن تأويلاً } ، وأن قوله : { ولا تقف } لا حُسْنَ فيه . قوله تعالى : { ذلك مما أوحى إِليك ربك } يشير إلى ما تقدم من الفرائض والسنن ، { من الحكمة } ، أي : من الأمور المُحْكَمة والأدب الجامع لِكُل خير . وقد سبق معنى « المدحور » [ الأعراف : 18 ] .