Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 34-36)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ولا تقربوا مال اليتيم } قد شرحناه في [ الأنعام : 152 ] . قوله تعالى : { وأوفوا بالعهد } وهو عامّ فيما بين العبد وبين ربه ، وفيما بينه وبين الناس . قال الزجاج : كلُّ ما أمر الله به ونهى عنه فهو من العهد . قوله تعالى : { كان مسؤولاً } قال ابن قتيبة : أي : مسؤولاً عنه . قوله تعالى : { وأوفوا الكيل إِذا كِلْتُم } أي : أَتِمُّوه ولا تَبْخَسوا منه . قوله تعالى : { وَزِنوا بالقسطاس } فيه خمس لغات . أحدها : « قُسطاس » ، بضم القاف وسينين ، وهذه قراءة ابن كثير ، ونافع ، وأبي عمرو ، وابن عامر ، وأبي بكر عن عاصم هاهنا وفي [ الشعراء : 182 ] . والثانية : كذلك ، إِلاَّ أن القاف مكسورة ، وهذه قراءة حمزة ، والكسائي ، وحفص عن عاصم . قال الفراء : هما لغتان . والثالثة : « قصطاص » ، بصادين . والرابعة : « قصطاس » ، بصاد قبل الطاء وسين بعدها ، وهاتان مرويتان عن حمزة . والخامسة : « قِسطان » ، بالنون . قرأت على شيخنا أبي منصور اللغوي عن ابن دريد قال : القسطاس : الميزان ، روميٌّ معرَّب ، ويقال : « قُسطاس » و « قِسطاس » . قوله تعالى : { ذلك خير } أي : ذلك الوفاء خير عند الله وأقرب إِليه ، { وأحسن تأويلاً } أي : عاقبة في الجزاء . قوله تعالى : { ولا تَقْفُ ما ليس لك به علم } قال الفراء : أصل « تَقْفُ » من القيافة ، وهي : تتَبُّع الأثر ، وفيه لغتان : قَفَا يقْفُو ، وقاف يقوف ، وأكثر القراء يجعلونها مِنْ « قفوتُ » ، فيحرك الفاء إِلى الواو ويجزم القاف كما تقول : لا تَدْعُ . وقرأ معاذ القارىء : « لا تقُفْ » ، مثل : تَقُل ؛ والعرب تقول : قُفْتُ أَثَره ، وقَفَوت ، ومثله : عاث وعثا ، وقاعَ الجملُ الناقة ، وقعاها : إذا ركبها . قال الزجاج : من قرأ باسكان الفاء وضم القاف مِنْ : قاف يقوف ، فكأنه مقلوب مِنْ قفا يقفو ، والمعنى واحد ، تقول : قفوتُ الشيءَ أقفُوه قفواً : إذا تبعت أثره . وقال ابن قتيبة : « لا تقف » ، أي : لا تُتْبِعه الظنُّون والحَدْسَ ، وهو من القفاء مأخوذ ، كأنك تقفوا الأمور ، أي : تكون في أقفائها وأواخرها تتعقَّبها ، والقائف : الذي يعرف الآثار ويتبعها ، فكأنه مقلوب عن القافي . وللمفسرين في المراد به أربعة أقوال . أحدها : لا ترمِ أحداً بما ليس لك به علم ، رواه العوفي عن ابن عباس . والثاني : لا تقل : رأيتُ ، ولم تَرَ ، ولا سمعتُ ، ولم تَسمع ، رواه عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس ، وبه قال قتادة . والثالث : لا تُشرك بالله شيئاً ، رواه عطاء أيضاً عن ابن عباس . والرابع : لا تشهد بالزور ، قاله محمد بن الحنفية . قوله تعالى : { إِن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك } قال الزجاج : إِنما قال : { كل } ، ثم قال : { كان } ، لأن كلاًّ في لفظ الواحد ، وإِنما قال : { أولئك } لغير الناس ، لأن كلَّ جمع أشرتَ إِليه من الناس وغيرهم من الموات ، تشير إِليه بلفظ « أولئك » ، قال جرير : @ ذُمَّ المَنَازِلَ بَعْدَ مَنْزِلَةِ اللِّوَى والعَيْشَ بَعْدَ أُولَئِكَ الأيَّامِ @@ قال المفسرون : الإِشارة إِلى الجوارح المذكورة ، يُسأل العبد يوم القيامة فيما إِذا استعملها ، وفي هذا زجر عن النظر إِلى ما لا يَحِلُّ ، والاستماع إِلى ما يحرم ، والعزم على مالا يجوز .