Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 42-44)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قل لو كان معه آلهة كما يقولون } قرأ نافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي ، وأبو بكر عن عاصم : « تقولون » بالتاء . وقرأ ابن كثير ، وحفص عن عاصم : « يقولون » بالياء . قوله تعالى : { إِذاً لابتَغَوْا إِلى ذي العرش سبيلاً } فيه قولان . أحدهما : لابتَغَوا سبيلاً إِلى ممانعته وإِزالة ملكه ، قاله الحسن ، وسعيد بن جبير . والثاني : لابتَغَوا سبيلاً إِلى رضاه ، لأنهم دونه ، قاله قتادة . قوله تعالى : { عَمَّا يقولون } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وأبو بكر ، وحفص عن عاصم : « يقولون » بالياء . وقرأ حمزة ، والكسائي : بالتاء . قوله تعالى : { تسبِّح له السموات السبع } قرأ أبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي ، وحفص عن عاصم : « تسبِّح » بالتاء . وقرأ ابن كثير ، ونافع ، وابن عامر ، وأبو بكر [ عن ] عاصم : « يسبِّح » بالياء . قال الفراء : وإِنما حَسُنَت « الياء » هاهنا ، لأنه عدد قليل ، وإِذا قلَّ العدد من المؤنَّث والمذكَّر ، كانت الياء فيه أحسن من التاء ، قال عز وجل في المؤنث القليل : { وقال نسوة } [ يوسف : 30 ] ، وقال في المذكَّر : { فإذا انسلخ الأشهرُ الحُرُم } [ التوبه : 5 ] . قال العلماء : والمراد بهذا التسبيح : الدلالة على أنه الخالق القادر . قوله تعالى : { وإِن من شيء إِلا يسبِّح بحمده } « إِن » بمعنى « ما » . وهل هذا على إِطلاقه ، أم لا ؟ فيه قولان . أحدهما : أنه على إِطلاقه ، فكلُّ شيء يسبِّحُهُ حتى الثوب والطعام وصرير الباب ، قاله إِبراهيم النخعي . والثاني : أنه عامّ يراد به الخاصّ . ثم فيه ثلاثة أقوال . أحدها : أنه كل شيء فيه الروح ، قاله الحسن ، وقتادة والضحاك . والثاني : أنه كُلُّ ذي روح ، وكل نامٍ من شجرٍ أو نبات ؛ قال عكرمة : الشجرة تسبِّح ، والأسطوانة لا تسبِّح . وجلس الحسن على طعام فقدَّموا اُلخِوان ، فقيل له : أيسبِّح هذا اُلِخوان ؟ ، فقال : قد كان يسبِّح مرة . والثالث : أنه كل شيء لم يغيَّر عن حاله ، فإذا تغيَّر انقطع تسبيحه ؛ روى خالد بن معدان عن المقدام بن معدي كرب قال : إِنَّ التراب ليسبِّح ما لم يبتلّ ، فاذا ابتلّ ترك التسبيح ، وإِن الورقة تسبِّح ما دامت على الشجرة ، فاذا سقطت تركت التسبيح ، وإِن الثوب ليسبِّحُ ما دام جديداً ، فاذا توسخ ترك التسبيح . فأما تسبيح الحيوان الناطق ، فمعلوم ، وتسبيح الحيوان غير الناطق ، فجائز أن يكون بصوته ، وجائز أن يكون بدلالته على صانعه . وفي تسبيح الجمادات ثلاثة أقوال . أحدها : أنه تسبيح لا يعلمه إِلاَّ الله . والثاني : أنه خضوعه وخشوعه لله . والثالث : أنه دلالته على صانعه ، فيوجب ذلك تسبيح مُبْصِره . فإن قلنا : إِنه تسبيح حقيقة ، كان قوله : { ولكن لا تفقهون تسبيحهم } لجميع الخلق ؛ وإِن قلنا : إِنه دلالته على صانعه ، كان الخطاب للكفار ، لأنهم لا يستدلُّون ، ولا يعتبرون . وقد شرحنا معنى « الحليم » و « الغفور » في [ البقرة : 225 ] .