Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 53-53)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن } في سبب نزولها قولان . أحدهما : أن المشركين كانوا يؤذون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ، بالقول والفعل ، فشكَوا ذلك إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية . قاله أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : أن رجلاً من الكفار شتم عمر بن الخطاب ، فهمَّ به عمر رضي الله عنه ، فنزلت هذه الآية ، قاله مقاتل ؛ والمعنى : وقل لعبادي المؤمنين يقولوا الكلمة التي هي أحسن . واختلفوا فيمن تقال له هذه الكلمة على قولين . أحدهما : أنهم المشركون ، قال الحسن : تقول له : يَهديك الله ، وما ذكرنا من سبب نزول الآية يؤيد هذا القول . وذهب بعضهم إِلى أنهم أُمروا بهذه الآية بتحسين خطاب المشركين قبل الأمر بقتالهم ، ثم نُسخت هذه الآية بآية السيف . والثاني : أنهم المسلمون ، قاله ابن جرير . والمعنى : وقل لعبادي يقول بعضهم لبعض التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة . وقد روى مبارك عن الحسن قال : « التي هي أحسن » أن يقول له مثل قوله ، ولكن يقول له : يرحمك الله ، ويغفر الله لك . قال الأخفش : وقوله : { يقولوا } مثل قوله : « يقيموا الصلاة » ، وقد شرحنا ذلك في سورة [ ابراهيم : 31 ] . قوله تعالى : { إِن الشيطان يَنزَغ بينهم } أي : يُفسد ما بينهم ، والعدوّ المُبَين : الظاهر العداوة .