Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 103-106)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قل هل نُنَبِّئكم بالأخسرين أعمالاً } فيهم قولان . أحدهما : أنهم القسِّيسون والرهبان ، قاله علي عليه السلام ، والضحاك . والثاني : اليهود والنصارى ، قاله سعد بن أبي وقاص . قوله تعالى : { أعمالاً } منصوب على التمييز ، لأنه لما قال : « بالأخسرين » كان ذلك مبهماً لا يدل على ما خسروه ، فبيَّن ذلك في أي نوع وقع . قوله تعالى : { الذين ضل سعيهم } أي : بطل عملهم واجتهادهم في الدنيا ، وهم يظنون أنهم محسنون بأفعالهم ، فرؤساؤهم يعلمون الصحيح ، ويؤثرون الباطل لبقاء رئاستهم ، وأتباعُهم مقلِّدون بغير دليل . { أولئك الذين كفروا بآيات ربِّهم } جحدوا دلائل توحيده ، وكفروا بالبعث والجزاء ، وذلك أنهم بكفرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن ، صاروا كافرين بهذه الأشياء { فحبطت أعمالهم } أي : بطل اجتهادهم ، لأنه خلا عن الإِيمان { فلا نُقيم لهم يوم القيامة وزناً } وقرأ ابن مسعود ، والجحدري : « فلا يُقيم » بالياء . وفي معناه ثلاثة أقوال . أحدها : أنه إِنما يثقل الميزان بالطاعة ، وإِنما توزن الحسنات والسيئات ، والكافر لا طاعة له . والثاني : أن المعنى : لا نُقيم لهم قَدْراً . قال ابن الأعرابي في تفسير هذه الآية : يقال : ما لفلان عندنا وزن ، أي : قَدْر ، لخسَّته . فالمعنى : أنهم لا يُعتدُّ بهم ، ولا يكون لهم عند الله قدر ولا منزلة . وقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يؤتى بالرجل الطويل الأكول الشروب فلا يزن جناح بعوضة ، اقرؤوا إِن شئتم : { فلا نُقيم لهم يوم القيامة وزنا } " . والثالث : أنه قال : « فلا نقيم لهم » لأن الوزن عليهم لا لهم ، ذكره ابن الأنباري . قوله تعالى : { ذلك جزاؤهم } أي : الأمر ذلك الذي ذكرت من بطلان عملهم وخِسَّة قدرهم ، ثم ابتدأ فقال : { جزاؤهم جهنم } ، وقيل : المعنى : ذلك التصغير لهم ، وجزاؤهم جهنم ، فأضمرت واو الحال . قوله تعالى : { بما كفروا } أي : بكفرهم واتخاذهم { آياتي } التي أنزلتها { ورُسُلي هزواً } أي : مهزوءاً به .