Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 27-28)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { واتل ما أُوحي إِليك } في هذه التلاوة قولان . أحدهما : أنها بمعنى القراءة . والثاني : بمعنى الاتِّباع . فيكون المعنى على الأول : اقرأ القرآن ، وعلى الثاني : اتَّبِعْه واعمل به . وقد شرحنا في [ الأنعام : 115 ] معنى { لا مبدِّل لكلماته } . قوله تعالى : { ولن تجد من دونه ملتحداً } قال مجاهد ، والفراء : مَلجَأً . وقال الزجاج : مَعْدِلاً عن أمره ونهيه . وقال غيرهم : موضعاً تميل إِليه في الالتجاء . قوله تعالى : { واصبر نفسك } سبب نزولها " أن المؤلَّفة قلوبُهم جاؤوا إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : عيينة بن حصن ، والأقرع بن حابس ، وذووهم ، فقالوا : يا رسول الله : لو أنك جلست في صدر المجلس ، ونحَّيت هؤلاء عنّا ، يعنون سلمانَ وأبا ذَرٍّ وفقراءَ المسلمين ، وكانت عليهم جباب الصوف جلسنا إِليك ، وأخذنا عنك ، فنزلت هذه الآية إِلى قوله : { إِنا أعتدنا للظالمين ناراً } ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمسهم ، حتى إِذا أصابهم في مؤخَّر المسجد يذكرون الله ، قال : « الحمد لله الذي لم يُمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من أمَّتي ، معكم المحيا ومعكم الممات » " هذا قول سلمان الفارسي . ومعنى قوله : { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم } أي : احبسها معهم على أداء الصلوات { بالغداة والعشي } . وقد فسرنا هذه الآية في [ الأنعام : 52 ] إِلى قوله تعالى : { ولا تعد عيناك عنهم } أي : لا تصرف بصرك إِلى غيرهم من ذوي الغنى والشرف ؛ وكان عليه السلام حريصاً على إِيمان الرؤساء ليؤمن أتباعهم ، ولم يكن مريداً لزينة الدنيا قطُّ ، فأُمر أن يجعل إِقباله على فقراء المؤمنين . قوله تعالى : { ولا تُطِع من أغفلنا قلبه عن ذِكْرنا } سبب نزولها أن أُمية بن خلف الجمحي ، دعا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إِلى طرد الفقراء عنه ، وتقريبِ صناديد أهل مكة ، فنزلت هذه الآية ، رواه الضحاك عن ابن عباس . وفي رواية أخرى عنه أنه قال : هو عيينة وأشباهه . ومعنى « أغفلنا قلبه » : جعلناه غافلاً . وقرأ أبو مجلز : « من أغفلَنا » بفتح اللام ، ورفع باء القلب . « عن ذِكْرنا » : عن التوحيد والقرآن والإِسلام ، { واتبع هواه } في الشّرك . { وكان أمره فُرُطاً } فيه أربعة أقوال . أحدها : أنه أفرط في قوله ، لأنه قال : إِنّا رؤوس مضر ، وإِن نُسلِم يُسلم الناس بعدنا ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : ضيَاعاً ، قاله مجاهد . وقال أبو عبيدة : سَرَفاً وتضييعاً . والثالث : نَدَماً ، حكاه ابن قتيبة عن أبي عبيدة . والرابع : كان أمره التفريط ، والتفريط : تقديم العجز ، قاله الزجاج .