Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 25-26)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ولبثوا في كهفهم ثلاثمائةٍ سنين } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وعاصم ، وابن عامر : « ثلاثمائةٍ سنين » منوَّناً . وقرأ حمزة ، والكسائي : « ثلاثمائةِ سنين » مضافاً غير منوَّن . قال أبو علي : العدد المضاف إِلى الآحاد قد جاء مضافاً إِلى الجميع ، قال الشاعر : @ ومَا زَوَّدُوني غير سَحْقِ عِمامةٍ وَخَمْسِمِىءٍ منها قَسِيٌّ وزائفُ @@ وفي هذا الكلام قولان . أحدهما : أنه حكاية عما قال الناس في حقهم ، وليس بمقدار لبثهم ، قاله ابن عباس ، واستدل عليه فقال : لو كانوا لبثوا ذلك ، لما قال : { الله أعلم بما لبثوا } ، وكذلك قال قتادة ، وهذا قول أهل الكتاب . والثاني : أنه مقدار ما لبثوا ، قاله عبيد بن عمير ، ومجاهد ، والضحاك ، وابن زيد ؛ والمعنى : لبثوا هذا القدر من يوم دخلوه إِلى أن بعثهم الله وأطلع الخلق عليهم . قوله تعالى : { سنين } قال الفراء ، وأبو عبيدة ، والكسائي ، والزجاج : التقدير : سنين ثلاثمائة . وقال ابن قتيبة : المعنى : أنها لم تكن شهوراً ولا أيّاماً ، وإِنما كانت سنين . وقال أبو علي الفارسي : « سنين » بدل من قوله : « ثلاثمائة » . قال الضحاك : نزلت : { ولبثوا في كهفهم ثلاثمائةٍ } فقالوا : أياماً ، أو شهوراً ، أو سنين ؟ فنزلت : « سنين » فلذلك قال : « سنين » ، ولم يقل : سنة . قوله تعالى : { وازدادوا تسعاً } يعني : تسع سنين ، فاستغنى عن ذِكْر السنين بما تقدَّم من ذِكْرها . ثم أعلمَ أنه أعلمُ بقدْر مدة لبثهم من أهل الكتاب المختلفين فيها ، فقال : { قل الله أعلم بما لبثوا } قال ابن السائب : قالت نصارى نجران : أما الثلاثمائة ، فقد عرفناها ، وأما التسع ، فلا عِلْم لنا بها ، فنزل قوله تعالى : { قل الله أعلم بما لبثوا } وقيل : إِن أهل الكتاب قالوا : إِن للفتية منذ دخلوا الكهف إِلى يومنا هذا ثلاثمائة وتسع سنين ، فرد الله تعالى عليهم ذلك ، وقال : « قل الله أعلم بما لبثوا » بعد أن قبض أرواحهم إِلى يومكم هذا ، لا يعلم ذلك غيرُ الله . وقيل : إِنما زاد التسع ، لأنه تفاوت ما بين السنين الشمسية والسنين القمرية ، حكاه الماوردي . قوله تعالى : { أَبصِرْ به وأَسمِعْ } فيه قولان . أحدهما : أنه على مذهب التعجب ، فالمعنى : ما أسمع الله به وأبصر ، أي : هو عالم بقصة أصحاب الكهف وغيرهم ، هذا قول الزجاج ، وذكر أنه إِجماع العلماء . والثاني : أنه في معنى الأمر ، فالمعنى : أَبصِر بِدِين الله وأَسمِع ، أي : بصّر بهدى الله وسمِّع ، فترجع الهاء إِما على الهدى ، وإِما على الله عز وجل ، ذكره ابن الأنباري . قوله تعالى : { ما لهم من دونه } أي : ليس لأهل السموات والأرض من دون الله من ناصر ، { ولا يُشرِك في حكمه أحداً } ولا يجوز أن يحكم حاكم بغير ما حكم به ، وليس لأحد أن يحكم من ذات نفسه فيكون شريكاً لله عز وجل في حكمه . وقرأ ابن عامر : « ولا تُشرِكْ » جزماً بالتاء ، والمعنى : لا تشرك أيها الإِنسان .