Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 30-31)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِن الذين آمنوا وعملوا الصالحات } قال الزجاج : خبر « إِن » هاهنا على ثلاثة أوجه . أحدها : أن يكون على إِضمار : { إِنا لا نُضيع أجر من أحسن عملاً } منهم ، ولم يحتج إِلى ذكر « منهم » لأن الله تعالى قد أعلَمنا أنه محبطٌ عملَ غير المؤمنين . والثاني : أن يكون خبر « إِن » : { أولئك لهم جنات عدن } ، فيكون قوله : { إِنا لا نُضيع } قد فصل به بين الاسم وخبره ، لأنه يحتوي على معنى الكلام الأول ، لأن من أحسن عملاً بمنزلة الذين آمنوا . والثالث : أن يكون الخبر : { إِنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً } ، بمعنى : إِنّا لا نُضيع أجرهم . قال المفسرون : ومعنى { لا نضيع أجر من أحسن عملاً } أي : لا نترك أعماله تذهب ضَياعاً ، بل نُجازيه عليها بالثواب . فأما الأَساور ، فقال الفراء : في الواحد منها ثلاث لغات : إِسوار ، وسِوار ، وسُوار ؛ فمن قال : إِسوار ، جمعَه أساور ، ومن قال : سِوار أو سُوار ، جمعَه أسْوِرة ، وقد يجوز أن يكون واحد أَساورة وأَساور : سِوار ؛ وقال الزجاج : الأَساور جمع أَسْوِرَة ، وأَسْوِرَة جمع سِوَار ، يقال : سِوار اليد ، بالكسر ، وقد حكي : سُوار . قال المفسرون : لما كانت الملوك تلبَس في الدنيا الأساور في اليد والتيجان على الرؤوس ، جعل الله ذلك لأهل الجنة . قال سعيد بن جبير : يُحلَّى كلُّ واحد منهم بثلاثة من الأساور ، واحدٍ من فضة ، وواحدٍ من ذهب ، وواحدٍ من لؤلؤ ويواقيت . فأما « السُّنْدُسُ » و « الإِستبرق » ، فقال ابن قتيبة : السُّندس : رقيق الديباج ، والإِستبرق ثخينه . وقرأت على شيخنا أبي منصور اللغوي ، قال : السندس : رقيق الديباج ، لم يختلف أهل اللغة في أنه معرَّب ، قال الراجز : @ وليلة من الليالي حِندِسِ لون حواشيها كلون السندس @@ والاستبرق : غليظ الديباج ، فارسي معرَّب ، وأصله إِسْتفْرَهْ . وقال ابن دريد : إِستَرْوَهْ ، ونقل من العجمية إِلى العربية ، فلوا حُقِّر « إِستبرق » ، أو كُسِّر ، لكان في التحقير « أُبَيْرِق » ، وفي التكسير « أبارق » بحذف السين ، والتاء جميعاً . قوله تعالى : { متكئين فيها } الاتّكاء : التحامل على الشيء . قال أبو عبيدة : والأرائك : الفُرُش في الحِجَال ، ولا تكون الأريكة إِلا بحَجَلة وسرير ، وقال ابن قتيبة : الأرائك : السُّرُر في الحِجال ، واحدها : أريكة . وقال ثعلب : لا تكون الأريكة إِلا سريراً في قُبَّة عليه شَواره ومتاعه ؛ قال ابن قتيبة : الشَّوار ، مفتوح الشين ، وهو متاع البيت . وقال الزجاج : الأرائك : الفُرُش في الحِجال . قال : وقيل : إِنها الفُرُش ، وقيل : الأسِرَّة ، وهي على الحقيقة : الفُرُش كانت في حِجال لهم .