Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 75-76)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قل من كان في الضلالة } أي : في الكفر والعمى عن التوحيد { فليمدد له الرحمن } قال الزجاج : وهذا لفظ أمر ، ومعناه الخبر ، والمعنى : أن الله تعالى جعل جزاء ضلالته أن يتركه فيها ، قال ابن الأنباري : خاطب الله العرب بلسانها ، وهي تقصد التوكيد للخبر بذكر الأمر ، يقول أحدهم : إِن زارنا عبد الله فلنُكْرِمْه ، يقصد التوكيد ، وينبِّه على أني أُلزم نفسي إِكرامه ؛ ويجوز أن تكون اللام لام الدعاء على معنى : قل يا محمد : مَنْ كان في الضلالة فاللَّهم مُدَّ له في النِّعَم مَدّاً . قال المفسرون : ومعنى مدِّ اللهِ تعالى له : إِمهالُه في الغَيِّ . { حتى إِذا رأوا } يعني الذين مَدَّهم في الضلالة . وإِنما أخبر عن الجماعة ، لأن لفظ « مَن » يصلح للجماعة . ثم ذكر ما يوعدون فقال : { إِمَّا العذاب } يعني : القتل ، والأسر { وإِمَّا الساعة } يعني : القيامة وما وُعدوا فيها من الخلود في النار { فسيعلمون من هو شرٌّ مكاناً } في الآخرة ، أهم ، أم المؤمنون ؟ لأن مكان هؤلاء الجنة ، ومكان هؤلاء النار ، { و } يعلمون بالنصر والقتل من { أضعف جنداً } جندهم ، أم جند رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهذا ردٌّ عليهم في قولهم : { أيُّ الفريقين خيرٌ مقاماً وأحسنُ نَدِيّاً } . قوله تعالى : { ويزيد الله الذين اهتدوا هدى } فيه خمسة أقوال . أحدها : ويزيد الله الذين اهتدَوا بالتوحيد إِيماناً . والثاني : يزيدهم بصيرةً في دينهم . والثالث : يزيدهم بزيادة الوحي إِيماناً ، فكلما نزلت سورة زاد إِيمانهم . والرابع : يزيدهم إِيماناً بالناسخ والمنسوخ . والخامس : يزيد الذين اهتدوا بالمنسوخ هدى بالناسخ . قال الزجاج : المعنى : إِن الله تعالى يجعل جزاءهم أن يزيدهم يقيناً ، كما جعل جزاء الكافر أن يمدَّه في ضلالته . قوله تعالى : { والباقيات الصالحات } قد ذكرناها في سورة [ الكهف : 46 ] . قوله تعالى : { وخير مردّاً } المردُّ هاهنا مصدر مثل الردّ ، والمعنى : وخيرٌ ردّاً للثواب على عامليها ، فليست كأعمال الكفار التي خسروها فبطلت .