Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 85-87)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يوم نحشر المتقين } قال بعضهم : هذا متعلق بقوله : « ويكونون عليهم ضداً ، يوم نحشر المتقين » وقال بعضهم : تقديره : اذكر لهم يوم نحشر المتقين ، وهم الذين اتَّقَوْا الله بطاعته واجتناب معصيته . وقرأ ابن مسعود ، وأبو عمران الجوني : « يَوم يحشُر » بياء مفتوحة ورفع الشين « ويَسُوق » بياء مفتوحة ورفع السين . وقرأ أُبيُّ بن كعب ، والحسن البصري ، ومعاذ القارىء ، وأبو المتوكل الناجي : « يوم يُحشَر » بياء مرفوعة وفتح الشين « المتقون » رفعاً « ويُسَاق » بألف وياء مرفوعة « المجرمون » بالواو على الرفع . والوفد : جمع وافد ، مثل : ركَبْ ، ورَاكِب ، وصَحْب ، وصاحِب . قال ابن عباس ، وعكرمة ، والفراء : الوفد : الركبان . قال ابن الأنباري : الركبان عند العرب : ركَّاب الإِبل . وفي زمان هذا الحشر قولان . أحدهما : أنه من قبورهم إِلى الرحمن ، قاله علي بن أبي طالب . والثاني : أنه بعد الحساب ، قاله أبو سليمان الدمشقي . قوله تعالى : { ونسوق المجرمين } يعني : الكافرين { إِلى جهنم وِرداً } قال ابن عباس ، وأبو هريرة ، والحسن : عِطَاشاً . قال أبو عبيدة : الوِرد : مصدر الورود . وقال ابن قتيبة : الوِرد : جماعة يَرِدون الماء ، يعني : أنهم عطاش ، لأنه لا يَرِد الماءَ إِلا العطشان . وقال ابن الأنباري : معنى قوله " « وِرْداً » : واردين . قوله تعالى : { لا يملكون الشفاعة } أي : لا يشفعون ، ولا يُشفَع لهم . قوله تعالى : { إِلا من اتَّخذ عند الرحمن عهداً } قال الزجاج : جائز أن يكون « مَن » في موضع رفع على البدل من الواو والنون ، فيكون المعنى : لا يملك الشفاعة إِلا من اتخذ عند الرحمن عهداً ؛ وجائز أن يكون في موضع نصب على استثناءٍ ليس من الأول ، فالمعنى : لا يملك الشفاعة المجرمون ، ثم قال : « إِلا » على معنى « لكن » { مَن اتخَذ عند الرحمن عهداً } فإنه يملك الشفاعة . والعهد هاهنا : توحيد الله والإِيمان به . وقال ابن الأنباري : تفسير العهد في اللغة : تقدمة أمر يُعْلَم ويُحْفَظ ، من قولك : عهدت فلاناً في المكان ، أي : عرفته ، وشهدته .