Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 88-95)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وقالوا اتَّخَذ الرحمن ولداً } يعني : اليهود ، والنصارى ، ومن زعم من المشركين أن الملائكة بنات الله { لقد جئتم شيئاً إِدّاً } أي : شيئاً عظيماً من الكفر . قال أبو عبيدة : الإِدُّ ، والنُّكْر : الأمر المتناهي العِظَم . قوله تعالى : { تكاد السموات يتفطَّرن } قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وحمزة ، وأبو بكر عن عاصم : « تكاد » بالتاء . وقرأ نافع ، والكسائي : « يكاد » بالياء . وقرءا جميعاً : « يتفطرن » بالياء والتاء مشددة الطاء ، وافقهما ابن كثير ، وحفص عن عاصم في « يتفطَّرن » وقرأ أبو عمرو ، وأبو بكر عن عاصم : « ينفطرن » بالنون . وقرأ حمزة ، وابن عامر في { مريم } مثل أبي عمرو ، وفي [ عسق : 5 ] مثل ابن كثير . ومعنى « يتفطَّرن منه » : يقاربن الانشقاق من قولكم . قال ابن قتيبة : وقوله تعالى : « هدّاً » أي : سقوطاً . قوله تعالى : { أن دَعَوْا } قال الفراء : من أن دعوا ، وَلأَن دعوا . وقال أبو عبيدة : معناه : أن جعلوا ، وليس هو من دعاء الصوت ، وأنشد : @ أَلا رُبَّ مَنْ تَدْعُو نَصِيحاً وَإِن تَغِب تَجِدْهُ بغَيْبٍ غيرَ مُنْتَصِح الصَّدْرِ @@ قوله تعالى : { وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً } أي : ما يصلح له ، ولا يليق به اتخاذ الولد ، لأن الولد يقتضي مجانسة ، وكل متخذ ولداً يتخذه من جنسه ، والله تعالى منزَّهٌ عن أن يجانس شيئاً ، أو يجانسه ، فمحال في حقه اتخاذ الولد ، { إِن كلُّ } أي : ما كل { مَنْ في السموات والأرض إِلا آتي الرحمنِ } يوم القيامة { عبداً } ذليلاً خاضعاً . والمعنى : أن عيسى وعزيراً والملائكة عبيد له . قال القاضي أبو يعلى : وفي هذا دلالة على أن الوالد إِذا اشترى ولده ، لم يبق ملكه عليه ، وإِنما يعتق بنفس الشراء ، لأن الله تعالى نفى البُنُوَّة لأجل العبودية ، فدل على أنه لا يجتمع بنوَّةٌ وَرِقٌ . قوله تعالى : { لقد أحصاهم } أي : علم عددهم { وعدَّهم عدّاً } فلا يخفى عليه مبلغ جميعهم مع كثرتهم { وكلُّهم آتيه يوم القيامة فرداً } بلا مال ، ولا نصير يمنعه . فإن قيل : لأيَّة علَّة وحَّد في « الرحمن » و « آتيه » وجمع في العائد في « أحصاهم ، وعدَّهم » . فالجواب : أن لكل لفظ توحيد ، وتأويل جمع ، فالتوحيد محمول على اللفظ ، والجمع مصروف إِلى التأويل .