Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 106-107)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ما ننسخ من آية } سبب نزولها : أن اليهود قالت لما نسخت القبلة : إن محمداً يحل لأصحابه إذا شاء ، ويحرم عليهم إذا شاء ؛ فنزلت هذه الآية . قال الزجاج : النسخ في اللغة : إبطال شيءٍ وإقامة آخر مقامه ، تقول العرب : نسخت الشمس الظل : إذا أذهبته ، وحلت محله ، وفي المراد بهذا النسخ ثلاثة أقوال . أحدها : رفع اللفظ والحكم . والثاني : تبديل الآية بغيرها ، رويا عن ابن عباس ، والأول قول السدي ، والثاني قول مقاتل . والثالث : رفع الحكم مع بقاء اللفظ ، رواه مجاهد عن أصحاب ابن مسعود ، وبه قال أبو العالية ، وقرأ ابن عامر : { ما ننسخ } بضم النون ، وكسر السين . قال أبو علي : أي : ما نجده منسوخاً كقولك : أحمدت فلاناً ، أي : وجدته محموداً ، وإنما يجده منسوخاً بنسخه إياه . قوله تعالى : { أَو ننسها } قرأ ابن كثير وأبو عمرو : { ننسأها } بفتح النون مع الهمزة ، والمعنى : نؤخرها . قال أبو زيد : نسأت الإبل عن الحوض ، فأنا أنسأها : إذا أخرتها ، ومنه : النسيئة في البيع . وفي معنى نؤخرها ثلاثة أقوال . أحدها : نؤخرها عن النسخ فلا ننسخها ، قاله الفراء . والثاني : نؤخر إنزالها ، فلا ننزلها البتة . والثالث : نؤخرها عن العمل بها بنسخنا إياها ، حكاهما أبو علي الفارسي . وقرأ سعد بن أبي وقاص : { تنسها } بتاء مفتوحة ونون . وقرأ سعيد بن المسيب والضحاك : { تنسها } بضم التاء ، وقرأ نافع : { أو ننسها } بنونين ، الأولى مضمومة ، والثانية ساكنة . أراد : أو ننسكها ، من النسيان . قوله تعالى : { نأت بخير منها } قال ابن عباس : بألين منها ، وأيسر على الناس . قوله تعالى : { أو مثلها } أي : في الثواب والمنفعة ، فتكون الحكمة في تبديلها بمثلها الاختبار . { ألم تعلم } لفظه لفظ الاستفهام ، ومعناه التوقيف والتقرير . والملك في اللغة : تمام القدرة واستحكامها ، فالله عز وجل يحكم بما يشاء على عباده ، وبغير ما يشاء من أحكام .