Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 115-115)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ولله المشرق والمغرب } في نزولها أربعة أقوال . أحدها : أن الصحابة كانوا مع رسول الله في غزوة في ليلة مظلمة ، فلم يعرفوا القبلة ، فجعل كل واحد منهم مسجداً بين يديه وصلى ، فلما أصبحوا إذا هم على غير القبلة ، فذكروا ذلك لرسول الله ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . رواه عامر بن ربيعه . والثاني : أنها نزلت في التطوع بالنافلة ، قاله ابن عمر . والثالث : أنه لما نزل قوله تعالى { ادعوني استجب لكم } [ غافر : 60 ] . قالوا : إلى أين : فنزلت هذه الآية ، قاله مجاهد . والرابع : أنه لما مات النجاشي ، وأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه ؛ قالوا : إنه كان لا يصلي إلى القبلة ؛ فنزلت هذه الآية ، قاله قتادة . قوله تعالى : { فَثَمَّ وجهُ الله } فيه قولان . أحدهما : فثم الله ، يريد : علمه معكم أين كنتم ، وهو قول ابن عباس ، ومقاتل . والثاني : فثم قبلة الله ، قاله عكرمة ، ومجاهد . والواسع : الذي وسع غناه مفاقر عباده ، ورزقه جميع خلقه . والسعة في كلام العرب : الغنى . فصل وهذه الآية مستعملة الحكم في المجتهد إذا صلى إلى غير القبلة ، وفي صلاة المتطوع على الراحلة ، والخائف . وقد ذهب قوم إلى نسخها ، فقالوا : إنها لما نزلت ؛ توجه رسول الله إلى بيت المقدس ، ثم نسخ ذلك بقوله { وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره } [ البقرة : 144 ] . وهذا مروي عن ابن عباس . قال شيخنا علي بن عبيد الله : وليس في القرآن أمر خاص بالصلاة إلى بيت المقدس ، وقوله { فأينما تولوا فثم وجه الله } ليس صريحاً بالأمر بالتوجه إلى بيت المقدس ، بل فيه ما يدل على أن الجهات كلها سواء في جواز التوجه إليها ، فإذا ثبت هذا ؛ دل على أنه وجب التوجه إلى بيت المقدس بالسنة ، ثم نسخ بالقرآن .