Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 130-132)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ومن يرغب عن ملة إِبراهيم } سبب نزولها أن عبد الله بن سلام دعا ابني أخيه مهاجراً وسلمة إلى الإسلام ، فأسلم سلمة ، ورغب عن الإسلام مهاجر ، فنزلت هذه الآية ، قاله مقاتل . قال الزجاج : و « من » لفظها لفظ الاستفهام ، ومعناها التقرير والتوبيخ . والمعنى : ما يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نسفه . ويقال : رغبت في الشيء : إذا أردته . ورغبت عنه : إذا تركته . وملة إبراهيم : دينه . قوله تعالى : { إِلا من سفه نفسه } فيه أربعة أقوال . أحدها : أن معناه : إلا من سفّه نفسه ، قاله الأخفش ويونس . قال يونس : ولذلك تعدى إلى النفس فنصبها ، وقال الأخفش : نصبت النفس لإسقاط حرف الجر ، لأن المعنى : إلا من سفه في نفسه . قال الشاعر : @ نغالي اللحم للأضياف نيئاً ونرخصه إذا نضج القدور @@ والثاني : إلا من أهلك نفسه ، قاله أبو عبيدة . والثالث : إلا من سفهتْ نفسُه ، كما يقال : غبن فلان رأيه ، وهذا مذهب الفراء وابن قتيبة . قال الفراء : نقل الفعل عن النفس إلى ضمير « من » ، ونصبت النفس على التشبيه بالتفسير ، كما يقال : ضقت بالأمر ذرعاً ، يريدون : ضاق ذرعي به ، ومثله : { واشتعل الرأس شيبا } [ مريم : 4 ] . والرابع : إلا من جهل نفسه ، فلم يفكر فيها ، وهو اختيار الزجاج . قوله تعالى : { وإِنه في الآخرة لمن الصالحين } قال ابن الأنباري : لمن الصالحي الحال عند الله تعالى . وقال الزجاج : الصالح في الآخرة : الفائز . قوله تعالى : { إِذ قال له ربه أسلم } وذلك حين وقوع الاصطفاء ، قال ابن عباس : لما رأى الكوكب والقمر والشمس ، قال له ربه أسلم ، أي : أخلص . قوله تعالى : { ووصَّى } قرأ ابن عباس وأهل المدينة : { وأوصى } بألف ، مع تخفيف الصاد ، والباقون بغير ألف مشددة الصاد ، وهذا لاختلاف المصاحف . أخبرنا ابن ناصر ، قال : أخبرنا ثابت ، قال : أخبرنا ابن قشيش ، قال : أخبرنا ابن حيَّويه ، قال : حدثنا ابن الأنباري ، قال : أخبرنا ثعلب ، قال : أملى عليَّ خلف بن هشام البزار قال : اختلف مصحفا أهل المدينة وأهل العراق في اثني عشر حرفاً : كتب أهل المدينة { وأوصى } وأهل العراق { ووصّى } وكتب أهل المدينة : { سارعوا إلى مغفرة من ربكم } [ آل عمران : 133 ] . بغير واو وأهل العراق : { وسارعوا } وكتب أهل المدينة : { يقول الذين آمنوا } [ المائدة : 56 ] وأهل العراق : { ويقول } وكتب أهل المدينة : { من يرتدد } [ المائدة : 57 ] وأهل العراق { من يرتدَّ } وكتب أهل المدينة : { الذين اتخذوا مسجداً } [ التوبة : 108 ] . و أهل العراق { والذين } وكتب أهل المدينة : { خيراً منهما منقلباً } [ الكهف : 37 ] و أهل العراق : { منها } وكتب أهل المدينة : { فتوكل على العزيز الرحيم } [ الشعراء : 217 ] . و أهل العراق : { وتوكل } وكتب أهل المدينة : { وأن يظهر في الأرض الفساد } [ المؤمن : 26 ] . وأهل العراق : { أو أن يظهر } وكتب أهل المدينة في « حم عسق » : { بما كسبت أيديكم } بغير فاء ، وأهل العراق : { فبما } وكتب أهل المدينة : { ما تشتهيه الأنفس } [ الزخرف : 71 ] بالهاء و أهل العراق : { ما تشتهي } وكتب أهل المدينة : { فان الله الغني الحميد } [ الحديد : 26 ] و أهل العراق : { إِن الله هو الغني الحميد } وكتب أهل المدينة : { فلا يخاف عقباها } [ الشمس : 15 ] و أهل العراق : { ولا يخاف } . ووصّى أبلغ من أوصى ، لأنها تكون لمرات كثيرة ، وهاء « بها » تعود على المسألة . قاله عكرمة والزجاج . قال مقاتل : وبنوه أربعة : إسماعيل ، وإسحاق ، ومدين ، ومدائن . وذكر غير مقاتل أنهم ثمانية . قوله تعالى : { فلا تموتنَّ إِلا وأنتم مسلمون } يريد : الزموا الإسلام ، فاذا أدرككم الموت صادفكم عليه .