Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 185-185)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { شهر رمضان } قال الأخفش : شهر رمضان بالرفع على تفسير الأيام ، كأنه لما قال : { أياماً معدودات } فسرها فقال : هي شهر رمضان . قال أبو عبيد : وقرأ مجاهد : { شهرَ رمضان } بالنصب وأُراه نصبه على معنى الإغراء : عليكم شهر رمضان فصوموه ، كقوله : { ملةَ أبيكم } وقوله { صبغةَ الله } قلت : وممن قرأ بالنصب معاوية ، والحسن ، وزيد بن علي ، وعكرمة ، ويحيى بن يعمر . قال ابن فارس : الرمض : حر الحجارة من شدة حر الشمس ، ويقال : شهر رمضان ، من شدة الحر ، لأنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة ، سموها بالأزمنة التى وقعت فيها ، فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر ، ويجمع على رمضانات ، وأرمضاء ، وأرمضة . قوله تعالى : { الذي أُنزل فيه القرآن } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : أنه أنزل القرآن فيه جملة واحدة ، وذلك في ليلة القدر إلى بيت العزة من السماء الدنيا ، قاله ابن عباس . والثاني : أن معناه : أنه أُنزل القرآن بفرض صيامه ، روي عن مجاهد ، والضحاك . والثالث : أن معناه : إن القرآن ابتدىء بنزوله فيه على النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله ابن إسحاق ، وأبو سليمان الدمشقي . قال مقاتل : والفرقان : المخرج في الدين من الشبهة والضلالة . قوله تعالى : { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } أي : من كان حاضراً غير مسافر . فان قيل : ما الفائدة في إعادة ذكر المرض والسفر في هذه الآية ، وقد تقدم ذلك ؟ قيل : لأن في الآية المتقدمة منسوخاً ، فأعاده لئلا يكون مقروناً بالمنسوخ . قوله تعالى : { يريد الله بكم اليسر } قال ابن عباس ، ومجاهد وقتادة ، والضحاك ، اليسر : الإِفطار في السفر ، والعسر : الصوم فيه . وقال عمر بن عبد العزيز : أي ذلك كان أيسر عليك فافعل : الصوم في السفر ، أو الفطر . قوله تعالى : { ولتكملوا العدة } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي : { ولتكملوا } باسكان الكاف خفيفة . وقرأ أبو بكر عن عاصم بتشديد الميم ، وذلك مثل : « وصّى » و « أوصى » وقال ابن عباس : ولتكملوا عدة ما أفطرتم . وقال بعضهم : المراد به : لا تزيدوا على ما افترض ، كما فعلت النصارى ، ولا تنقلوه عن زمانه كما نقلته { ولتكبروا الله على ما هداكم } قال ابن عباس : حق على المسلمين إذا نظروا إلى هلال شوال ، أن يكبروا لله حتى يفرغوا من عيدهم . فان قيل : ما وجه دخول الواو في قوله : { ولتكملوا العدة ولتكبروا الله } وليس هناك ما يعطف عليه ؟ فالجواب : أن هذه الواو عطفت اللام التي بعدها على لام محذوفة ، والمعنى : ولا يريد بكم العسر ، ليسعدكم ، ولتكملوا العدة ، فحذفت اللام الأولى لوضوح معناها ، ذكره ابن الأنباري . فصل ومن السنة إظهار التكبير ليلة الفطر ، وليلة النحر ، وإذا غدوا إلى المصلَّى . واختلفت الرواية عن أحمد ، رضي الله عنه ، متى يقطع في عيد الفطر ، فنقل عنه حنبل : يقطع بعد فراغ الإمام من الخطبة . ونقل الأثرم : إذا جاء المصلَّى ، قطع . قال القاضي أبو يعلى : يعني : إذا جاء المصلى وخرج الإمام .