Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 34-34)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا } عامة القراء على كسر التاء من الملائكة ، وقرأَ أبو جعفر والأعمش بضمها في الوصل ، قال الكسائي : هي لغة أزدشنوءة . وفي هؤلاء الملائكة قولان . أحدهما : أنهم جميع الملائكة ، قاله السدي عن أشياخه . والثاني : أنهم طائفة من الملائكة ، روي عن ابن عباس ، والأول أصح . والسجود في اللغة : التواضع والخضوع ، وأنشدوا : @ ساجد المنخر ما يرفعه خاشع الطرف أصم المستمع @@ وفي صفة سجودهم لآدم قولان . أحدهما : أنه على صفة سجود الصلاة ، وهو الأظهر . والثاني : أنه الانحناء والميل المساوي للركوع . قوله تعالى : { إِلا إِبليس } في هذا الاستثناء قولان . أحدهما : أنه استثناء من الجنس ، فهو على هذا القول من الملائكة ، قاله ابن مسعود في رواية ، وابن عباس . وقد روي عن ابن عباس أنه كان من الملائكة ، ثم مسخه الله تعالى شيطاناً . والثاني : أنه من غير الجنس ، فهو من الجن ، قاله الحسن والزهري . قال ابن عباس : كان إبليس من خزان الجنة ، وكان يدير أمر السماء الدنيا . فان قيل : كيف استثني وليس من الجنس ؟ فالجواب : أنه أمر بالسجود معهم ، فاستثني منهم ، لأنه لم يسجد ، وهذا كما تقول : أمرت عبدي وإخوتي فأطاعوني إلا عبدي ، هذا قول الزجاج . وفي إبليس قولان . أحدهما : اسم أعجمي ليس بمشتق ، ولذلك لا يصرف ، هذا قول أبي عبيدة ، و الزجاج وابن الأنباري . والثاني : أنه مشتق من الإِبلاس ، وهو : اليأس ، روي عن أبي صالح ، وذكره ابن قتيبة وقال : إِنه لم يصرف ، لانه لا سمي له ، فاستثقل . قال شيخنا أبو منصور اللغوي : والأول أصح ، لأنه لو كان من الإِبلاس لصرف ، أَلا ترى أنك لو سميت رجلاً : بإِخريط وإِجفيل ؛ لصرف في المعرفة . قوله تعالى : { أبى } معناه : امتنع ، { واستكبر } استفعل من : الكبر ، وفي { وكان } قولان . أحدهما : أنها بمعنى : صار ، قاله قتادة . والثاني : أنها بمعنى الماضي ، فمعناه : كان في علم الله كافراً ، قاله مقاتل وابن الأنباري .