Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 65-65)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

السبت : اليوم المعروف ، قاله ابن الأنباري : ومعنى السبت في كلام العرب : القطع ، يقال قد سبت رأسه : إذا حلقه وقطع الشعر منه ، ويقال : نعل سبتية : إِذا كانت مدبوغة بالقرظ محلوقة الشعر ، فسمي السبت سبتاً ، لأن الله تعالى ابتدأ الخلق فيه ، وقطع فيه بعض خلق الأرض ، أو : لأن الله تعالى أمر بني إسرائيل فيه بقطع الأعمال وتركها . قال : وقال بعضهم : سمي سبتاً ، لأن الله تعالى أمرهم بالاستراحة فيه من الأعمال ، وهذا خطأ ، لأنه لا يعرف في كلام العرب : سبت بمعنى : استراح . وفي صفة اعتدائهم في السبت قولان . أحدهما : أنهم أخذوا الحيتان يوم السبت ، قاله الحسن ومقاتل . والثاني : أنهم حبسوها يوم السبت وأخذوها يوم الأحد ، وذلك أن الرجل كان يحفر الحفيرة ؛ ويجعل لها نهراً إلى البحر ، فاذا كان يوم السبت فتح النهر ، وقد حرم الله عليه العمل يوم السبت ، فيقبل الموج بالحيتان حتى يلقيها في الحفيرة ، فيريد الحوت الخروج فلا يطيق ، فيأخذها يوم الأحد ، قاله السدي . الإشارة إلى قصة مسخهم روى عثمان بن عطاء عن أبيه قال : نودي الذين اعتدوا في السبت ثلاثة أصوات . نودوا : يا أهل القرية ، فانتبهت طائفة أكثر من الأولى ، ثم نودوا : يا أهل القرية ، فانتبه الرجال والنساء والصبيان ، فقال الله لهم : { كونوا قردة خاسئين } فجعل الذين نهوهم يدخلون عليهم فيقولون : يا فلان ألم ننهكم ؟ فيقولون برؤوسهم : بلى . قال قتادة : فصار القوم قردة تعاوي ، لها أذناب بعدما كانوا رجالا ونساء . وفي رواية عن قتادة : صار الشبان قردة ، والشيوخ خنازير ، وما نجا إلا الذين نهوا ، وهلك سائرهم . وقال غيره : كانوا نحواً من سبعين ألفاً ، وعلى هذا القول العلماء ، غير ما روي عن مجاهد أنه قال : مسخت قلوبهم ولم تمسخ أبدانهم ، وهو قول بعيد ، قال ابن عباس : لم يحيوا على الأرض إلا ثلاثة أيام ، ولم يحيا مسخ في الأرض فوق ثلاثة أيام ، ولم يأكل ولم يشرب ولم ينسل . وزعم مقاتل أنهم عاشوا سبعة أيام ، وماتوا في اليوم الثامن ، وهذا كان في زمان داود عليه السلام . قوله تعالى : { خاسئين } الخاسىء في اللغة : المبعد ، يقال للكلب : اخسأ ، أي : تباعد