Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 67-68)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ذكر السبب في أمرهم بذبح البقرة روى ابن سيرين عن عبيدة قال : كان في بني اسرائيل رجل عقيم لا يولد له ، وله مال كثير ، وكان ابن أخيه وارثه ، فقتله واحتمله ليلاً ، فأتى به حياً آخر ، فوضعه على باب رجل منهم ، ثم أصبح يدعيه حتى تسلحوا ، وركب بعضهم إلى بعض ، فأتوا موسى فذكروا له ذلك ، فأمرهم بذبح البقرة . وروى السدي عن أشياخه أن رجلاً من بني إِسرائيل كانت له بنت وابن أخ فقير ، فخطب إليه ابنته ، فأبى ، فغضب وقال : والله لأقتلنّ عمي ، ولآخذنّ ماله ولأنكحنّ ابنته ، ولآكلنّ ذيته ، فأتاه فقال : قد قدم تجار في بعض أسباط بني إِسرائيل ، فانطلق معي فخذ لي من تجارتهم لعلي أصيب فيها ربحاً ، فخرج معه ، فلما بلغا ذلك السبط ، قتله الفتى ، ثم رجع ، فلما أصبح ، جاء كأنه يطلب عمه لا يدري أين هو ، فاذا بذلك السبط قد اجتمعوا عليه ، فأمسكهم وقال : قتلتم عمي وجعل يبكي وينادي : واعماه . قال أبو العالية : والذي سأل موسى أن يسأل الله البيان : القاتل . وقال غيره : بل القوم اجتمعوا فسألوا موسى ، فلما أمرهم بذبح بقرة ، قالوا : أتتخذنا هزواً . وقرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، والكسائي : هزؤا ، بضم الهاء والزاي والهمزة ، وقرأ حمزة ، وإِسماعيل ، وخلف في اختياره ، والفراء عن عبد الوارث ، والمفضل : هزْءاً ، باسكان الزاي . ورواه حفص بالضم من غير همز ، وحكى أبو علي الفارسي أن كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم ، فمن العرب من يثقله ، ومنهم من يخففه ، نحو العسر واليسر . قوله تعالى : { قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين } . وإِنما انتفى من الهزء ، لأن الهازئ جاهل لاعب ، فلما تبين لهم أن الأمر من عند الله ، قالوا { ادع لنا ربك يبين لنا ما هي } . قال الزجاج : وإنما سألوا : ما هي ، لأنهم لا يعلمون أن بقرة يحيا بضرب بعضها ميت . فأما الفارض فهي : المسنة ، يقال : فرضت البقرة فهي فارض : إذا أسنت . والبكر : الصغيرة التي لم تلد ، والعوان : دون المسنة ، وفوق الصغير . يقال حرب عوان : إِذا لم تكن أول حرب ، وكانت ثانية .