Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 1-8)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهي مكية كلُّها باجماعهم . وفي سبب نزول ( طه ) ثلاثة أقوال . أحدها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يراوح بين قدميه ، يقوم على رِجْل ، حتى نزلت هذه الآية ، قاله [ علي ] عليه السلام . والثاني : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا نزل عليه القرآن صلَّى هو وأصحابه فأطال القيام ، فقالت قريش : ما أنزل الله هذا القرآن على محمد إِلا ليشقى ، فنزلت هذه الآية ، قاله الضحاك . والثالث : أن أبا جهل ، والنضر بن الحارث ، والمطعم بن عدي ، قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إِنك لتشقى بترك ديننا ، فنزلت هذه الآية ، قاله مقاتل . وفي « طه » قراءات . قرأ ابن كثير ، وابن عامر : « طَهَ » بفتح الطاء والهاء . وقرأ حمزة ، والكسائي ، وأبو بكر عن عاصم : بكسر الطاء والهاء . وقرأ نافع : « طه » بين الفتح والكسر ، وهو إِلى الفتح أقرب ؛ كذلك قال خلف عن المسيّبي . وقرأ أبو عمرو : بفتح الطاء وكسر الهاء ، وروى عنه عباس مثل حمزة . وقرأ ابن مسعود ، وأبو رزين العقيلي ، وسعيد بن المسيب ، وأبو العالية : بكسر الطاء وفتح الهاء . وقرأ الحسن : « طَهْ » بفتح الطاء وسكون الهاء . وقرأ الضحاك ، ومورِّق : « طِهْ » بكسر الطاء وسكون الهاء . واختلفوا في معناها على أربعة أقوال . أحدها : أن معناها : يا رجل ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال الحسن ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وعطاء ، وعكرمة ؛ واختلف هؤلاء بأيِّ لغة هي ، على أربعة أقوال . أحدها : بالنبطيّة ، رواه عكرمة عن ابن عباس ، وبه قال سعيد بن جبير في رواية ، والضحاك . والثاني : بلسان عكّ ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثالث : بالسريانية ، قاله عكرمة في رواية ، وسعيد بن جبير في رواية ، وقتادة . والرابع : بالحبشية ، قاله عكرمة في رواية . قال ابن الأنباري : ولغة قريش وافقت هذه اللغة في المعنى . والثاني : أنها حروف من أسماء . ثم فيها قولان . أحدهما : أنها من أسماء الله تعالى . ثم فيها قولان . أحدهما : أن الطاء من اللطيف ، والهاء من الهادي ، قاله ابن مسعود ، وأبو العالية . والثاني : أن الطاء افتتاح اسمه « طاهر » و « طيِّب » والهاء افتتاح اسمه « هادي » قاله سعيد بن جبير . والقول الثاني : أنها من غير أسماء الله تعالى . ثم فيه ثلاثة أقوال . أحدها : أن الطاء من طابة ، وهي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و الهاء من مكة ، حكاه أبو سليمان الدمشقي . والثاني : أن الطاء : طرب أهل الجنة ، والهاء : هوان أهل النار . والثالث : أن الطاء في حساب الجُمل تسعة ، والهاء خمسة ، فتكون أربعة عشر . فالمعنى : يا أيها البدر ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ، حكى القولين الثعلبي . والثالث : أنه قَسَم أقسم الله به ، وهو من أسمائه ، رواه عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس . وقد شرحنا معنى كونه اسماً في فاتحة ( مريم ) . وقال القرظي : أقسم الله بطَوْله وهدايته ؛ وهذا القول قريب المعنى من الذي قبله . والرابع : أن معناه : طأِ الأرض بقدميك ، قاله مقاتل بن حيان . ومعنى قوله { لتشقى } : لتتعب وتبلغ من الجهد ما قد بلغتَ ، وذلك أنه اجتهد في العبادة وبالغ ، حتى إِنه كان يراوح بين قدميه لطول القيام ، فأُمر بالتخفيف . قوله تعالى : { إِلاّ تَذْكِرَةً } قال الأخفش : هو بدل من قوله : « لتشقى » ما أنزلناه إِلا تذكرةً ، أي : عظةً . قوله تعالى : { تنزيلاً } قال الزجاج : المعنى : أنزلناه تنزيلاً ، و { العُلى } جمع العُلَيا ، تقول : سماء عُلْيا ، وسماوات عُلَى ، مثل الكُبرى ، والكُبَر . فأما « الثرى » فهو التراب النديّ . والمفسرون يقولون : أراد الثرى الذي تحت الأرض السابعة . قوله تعالى : { وإِن تجهر بالقول } أي : ترفع صوتك { فإنه يعلم السِّرَّ } والمعنى : لا تجهد نفسك برفع الصوت ، فإن الله يعلم السرّ . وفي المراد بـ « السِّرَّ وأخفى » خمسة أقوال . أحدها : أن السرّ : ما أسره الإِنسان في نفسه ، وأخفى : ما لم يكن بَعْدُ وسيكون ، رواه جماعة عن ابن عباس ، وبه قال الضحاك . والثاني : أن السرّ : ما حدَّثتَ به نفسك ، وأخفى : ما لم تلفظ به ، قاله سعيد بن جبير . والثالث : أن السرّ : العمل الذي يُسِرُّه الإِنسان من الناس ، وأخفى منه : الوسوسةُ ، قاله مجاهد . والرابع : أن معنى الكلام : يعلم إِسرار عباده ، وقد أخفى سرَّه عنهم فلا يُعْلَم ، قاله زيد بن أسلم ، وابنه . والخامس : يعلم ما أسرَّه الإِنسان إِلى غيره ، وما أخفاه في نفسه ، قاله الفراء . قوله تعالى : { له الأسماء الحسنى } قد شرحناه في [ الأعراف : 180 ] .