Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 77-82)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أن أَسْرِ بعبادي } أي : سِرْ بهم ليلاً من أرض مصر { فاضرب لهم طريقاً } أي : اجعل لهم طريقاً { في البحر يَبَساً } قرأ أبو المتوكل ، والحسن ، والنخعي : « يَبْساً » باسكان الباء . وقرأ الشعبي ، وأبو رجاء ، وابن السميفع : « يابساً » بألف . قال أبو عبيدة : اليبس ، متحرك الحروف ، بمعنى اليابس ، يقال : شاة يبس ، أي : يابسة ليس لها لبن . وقال ابن قتيبة : يقال لليابس : يَبَس ، ويَبْس . قوله تعالى : { لا تخاف } قرأ الأكثرون بألف . وقرأ أبان ، وحمزة عن عاصم : « لا تخفْ » . قال الزجاج : من قرأ « لا تخاف » ، فالمعنى : لست تخاف ، ومن قرأ : « لا تخفْ » ، فهو نهي عن الخوف . قال الفراء : قرأ حمزة : « لا تخفْ » بالجزم ، ورفع « ولا تخشى » على الاستئناف ، كقوله تعالى : { يُولُّوكم الأدبار ثم لا ينصرون } [ آل عمران : 111 ] استأنف بـ « ثم » ، فهذا مثله ، ولو نوى حمزة بقوله : « ولا تخش » الجزم وإِن كانت فيه الياء ، كان صواباً . قال ابن قتيبة : ومعنى { دركاً } لحاقاً . قال المفسرون : قال أصحاب موسى : هذا فرعون قد أدركنَا ، وهذا البحر بين أيدينا ، فأنزل الله على موسى { لا تخاف دركاً } أي : من فرعون { ولا تخشى } غرقاً في البحر . قوله تعالى : { فأَتْبَعهم فرعون } قال ابن قتيبة : لحقهم . وروى هارون عن أبي عمرو : « فاتَّبعهم » بالتشديد . وقال الزجاج : تبع الرجل الشيء ، وأتبعه ، بمعنى واحد . ومن قرأ بالتشديد ، ففيه دليل على أنه اتبعهم ومعه الجنود . ومن قرأ « فأتبعهم » ، فمعناه : ألحق جنوده بهم ، وجائز أن يكون معهم على هذا اللفظ ، وجائز أن لا يكون ، إِلا أنه قد كان معهم . { فغشيَهم من اليم ما غشيَهم } أي : فغشيهم من ماء البحر ما غرَّقهم . وقال ابن الأنباري : ويعني بقوله : « ما غشيهم » البعض الذي غشيهم ، لأنه لم يغشَهم كل مائِهِ . وقرأ ابن مسعود ، وعكرمة ، وأبو رجاء ، والأعمش : « فغشَّاهم من اليم ما غشَّاهم » بألف فيهما مع تشديد الشين وحذف الياء . قوله تعالى : { وأضل فرعونُ قومَه } أي : دعاهم إِلى عبادته { وما هدى } أي : [ ما ] أرشدهم حين أوردهم موارد الهلكة . وهذا تكذيب له في قوله : { وما أهديكم إِلا سبيل الرشاد } [ غافر : 29 ] . قوله تعالى : { وواعدناكم جانبَ الطورِ الأيمنَ } لأخذ التوراة . وقد ذكرنا في [ مريم : 52 ] معنى « الأيمن » ، وذكرنا في [ البقرة : 57 ] « المن والسلوى » . [ قوله تعالى : { كلوا } أي : وقلنا لهم : كلوا ] . قوله تعالى : { ولا تطغَوْا } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : لا تبطروا في نعمي [ فتظلموا ] . والثاني : لا تجحدوا نعمي فتكونوا طاغين . والثالث : لا تدَّخروا منه لأكثر من يوم وليلة . قوله تعالى : { فيحلَّ عليكم غضبي } أي : فتجب لكم عقوبتي . والجمهور قرؤوا « فيحِل » بكسر الحاء { ومن يحلِل } بكسر اللام . وقرأ الكسائي : « فيحُل » بضم الحاء « ومن يحلُل » بضم اللام . قال الفراء : والكسر أحب إِليَّ ، لأن الضم من الحلول ، ومعناه : الوقوع ، و « يحل » بالكسر ، يجب ، وجاء التفسير بالوجوب ، لا بالوقوع . قوله تعالى : { فقد هوى } أي : هلك . قوله تعالى : { وإِني لغفَّار } الغفار : الذي يغفر ذنوب عباده مرة بعد أُخرى ، فكلما تكررت ذنوبهم تكررت مغفرته ، وأصل الغفر : الستر ، وبه سمي [ زِئْبَر ] الثوب : غفراً ، لأنه يستر سداه . فالغفار : الستار لذنوب عباده ، المسبل عليهم ثوب عطفه . قوله تعالى : { لمن تاب } قال ابن عباس : لمن تاب من الشرك { وآمن } أي : وحَّد الله وصدَّقه ، { وعمل صالحاً } أدَّى الفرائض . وفي قوله تعالى : { ثم اهتدى } ثمانية أقوال . أحدها : علم أن لعمله هذا ثواباً ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : لم يشكّك ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . والثالث : علم أن ذلك توفيق من الله [ له ] ، رواه عطاء عن ابن عباس . والرابع : لزم السنة والجماعة ، قاله سعيد بن جبير . والخامس : استقام ، قاله الضحاك . والسادس : لزم الإِسلام حتى يموت عليه ، قاله قتادة . والسابع : اهتدى كيف يعمل ، قاله زيد بن أسلم . والثامن : اهتدى إِلى ولاية بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله ثابت البناني .