Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 95-98)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فما خطبك يا سامري } أي : ما أمرك وشأنك الذي دعاك إِلى ما صنعت ؟ ! قال ابن الأنباري : وبعض اللغويين يقول : الخطب مشتق من الخطاب . المعنى : ما أمرُك الذي تخاطب فيه ؟ ! واختلفوا في اسم السامري على قولين . أحدهما : موسى أيضاً ، قاله وهب بن منبه ، وقال : كان ابن عم موسى بن عمران . والثاني : ميخا ، قاله ابن السائب . وهل كان من بني إِسرائيل ، أم لا ؟ فيه قولان . أحدهما : لم يكن منهم ، قاله ابن عباس . والثاني : كان من عظمائهم ، وكان من قبيلة تسمى « سامرة » ، قاله قتادة . وفي بلده قولان . أحدهما : كرمان ، قاله سعيد بن جبير . والثاني : باجرما ، قاله وهب . قوله تعالى : { بَصُرْتُ بما لم يَبْصُروا به } وقرأ حمزة والكسائي : « تَبصروا » ، بالتاء . فعلى قراءة الجمهور أشار إِلى بني إِسرائيل ، وعلى هذه القراءة خاطب الجميع . قال أبو عبيدة : علمت ما لم تعلموا . قال : وقوم يقولون : بصرت ، وأبصرت سواء ، بمنزلة أسرعت ، وسَرُعت . وقال الزجاج : يقال : بصُر الرجل يبصُر : إِذا صار عليماً بالشيء ، وأبصر يبصر : إِذا نظر . قال المفسرون : فقال له موسى : وما ذاك ؟ قال : رأيت جبريل على فرس ، فأُلقي في نفسي : أن اقبض من أثرها { فقبضت قبضة } ، وقرأ أُبيُّ بن كعب ، والحسن ، ومعاذ القارىء : « قبصة » بالصاد . وقال الفراء : والقبضة بالكفِّ كلِّها ، والقبصة بالصاد بأطراف الأصابع . قال ابن قتيبه : ومثل هذا : الخضم بالفم كله ، والقضم بأطراف الأسنان ، والنضخ أكثر من النضح ، والرجز : العذاب ، والرجس : النتن ، والهُلاس في البدن ، والسُّلاس في العقل ، والغلط في الكلام ، والغلت في الحساب ، والخصر : الذي يجد البرد ، والخرص : الذي يجد البرد والجوع ، والنار الخامدة : التي قد سكن لَهَبها ولم يطفأ جمرها ، والهامدة : التي طفئت فذهبت البتَّة ، والشُّكْد : العطاء ابتداءً ، فإن كان جزاءً فهو شُكْم ، والمائح : الذي يدخل البئر فيملأ الدلو ، والماتح : الذي ينزعها . قوله تعالى : { فنبذتها } أي : فقذفتها في العجل . وقرأ أبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف : « فنبذتها » بالإِدغام { وكذلك } أي : وكما حدثتك { سوَّلتْ لي نفسي } أي : زيَّنتْ لي { قال } موسى { اذهب } أي : من بيننا { فإن لك في الحياة } أي : ما دمت حياً { أن تقول لا مساس } أي : لا أَمسُّ ولا أُمَسُّ ، فصار السامريُّ يهيم في البرِّيَّة مع الوحش والسباع ، لا يمسَّ أحداً ، ولاَ يمَسُّه أحدٌ ، عاقبه الله بذلك ، وألهمه أن يقول : « لا مساس » ، وكان إِذا لقيَ أحداً يقول : لا مساس ، أي : لا تقربني ، ولا تمسني ، وصار ذلك عقوبة لولده ، حتى إِن بقاياهم اليوم ، فيما ذكر أهل التفسير ، بأرض الشام يقولون ذلك . وحكي أنه إِن مس واحدٌ من غيرهم واحداً منهم ، أخذتهما الحمَّى في الحال . قوله تعالى : { وإِن لك موعداً } أي : لعذابك يوم القيامة { لن تُخلَفَه } أي : لن يتأخر عنك . ومن كسر لام « تخلف » أراد : لن تغيب عنه . قوله تعالى : { وانظر إِلى إِلهك } يعني : العجل { الذي ظَلْت } قال ابن عباس : معناه : أقمت عليه . وقال الفراء : معنى « ظلت » : فعلته نهاراً . وقرأ أُبيُّ بن كعب ، وأبو الجوزاء ، وابن يعمر : « ظُلت » برفع الظاء . وقرأ ابن مسعود ، وأبو رجاء ، والأعمش ، وابن أبي عبلة : « ظِلت » بكسر الظاء . وقال الزجاج : « ظَلت » و « ظلت » بفتح الظاء ، وكسرها ، فمن فتح ، فالأصل فيه : « ظللت » ولكن اللام حذفت لثقل التضعيف والكسر ، وبقيت الظاء على فتحها ، ومن قرأ : « ظِلت » بالكسر ، حوَّل كسرة اللام على الظاء . ومعنى { عاكفاً } مقيماً ، { لنحرِّقنَّه } قرأ الجمهور « لنحرقنَّه » بضم النون وفتح الحاء وتشديد الراء . وقرأ علي بن أبي طالب ، وأبو رزين ، وابن معمر : « لنَحْرقنه » بفتح النون وسكون الحاء ورفع الراء مخففة . وقرأ أبو هريرة ، والحسن ، وقتادة : « لنحرقنه » برفع النون وإِسكان الحاء وكسر الراء مخففة . قال الزجاج : إِذا شدد ، فالمعنى : نحرقه مرة بعد مرة . وتأويل « لنحرقنَّه » : لنبردنَّه ، يقال : حرقت أحرُق وأحْرِق : إِذا بردت الشيء . والنسف : التذرية . وجاء في التفسير : أن موسى أخذ العجل فذبحه . فسال منه دم ، لأنه كان قد صار لحماً ودماً ، ثم أحرقه بالنار ، ثم ذراه في البحر ، ثم أخبرهم موسى عن إِلههم ، فقال : { إِنما إِلهكم الله الذي لا إِله إِلا هو } أي : هو الذي يستحق العبادة ، لاالعجل ، { وسع كل شيءٍ علماً } أي : وسع علمه كل شيء .