Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 90-94)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ولقد قال لهم هارون من قبل } أي : من قبل أن يأتي موسى { يا قوم إِنما فتنتم به } أي : ابتليتم { وإِن ربَّكم الرحمنُ } لا العجل ، { قالوا لن نبرح عليه عاكفين } أي : لن نزال مقيمين على عبادة العجل { حتى يرجع إِلينا موسى } فلما رجع موسى { قال يا هارون ما منعك إِذ رأيتهم ضلُّوا } بعبادة العجل { ألا تتَّبعني } قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو : « ألا تتبعني » بياء في الوصل ساكنة ، ويقف ابن كثير بالياء ، وأبو عمرو بغير ياء . وروى إِسماعيل بن جعفر عن نافع : « ألا تتبعنيَ أفعصيت » بياء منصوبة . وروى قالون عن نافع مثل أبي عمرو سواء . وقرأ عاصم ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي : بغير ياء في الوصل ، والوقف . والمعنى : ما منعك من اتباعي . و « لا » كلمة زائدة . وفي المعنى ثلاثة أقوال . أحدها : تسير ورائي بمن معك من المؤمنين ، وتفارقهم . رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس . والثاني : أن تناجزهم القتال ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثالث : في الإِنكار عليهم ، قاله مقاتل . قوله تعالى : { أفعصيت أمري } وهو قوله في وصيته إِياه « اخلفني في قومي وأصلح » . قال المفسرون : ثم أخذ برأس أخيه ولحيته غضباً منه عليه . وهذا وإِن لم يذكر هاهنا ، فقد ذكر في [ الأعراف : 150 ] فاكتُفي بذلك ، وقد شرحنا هناك معنى « يا ابن أم » واختلاف القراء فيها . قوله تعالى : { ولا برأسي } أي : بشعر رأسي . وهذا الغضب كان لله عز وجل ، لا لنفسه ، لأنه وقع في نفسه أن هارون عصى الله بترك اتِّباع موسى . قوله تعالى : { إِني خشيتُ } أي : إِن فارقتُهم واتبعتك { أن تقول فرَّقت بين بني إِسرائيل } وفيه قولان . أحدهما : باتباعي إِياك ومن معي من المؤمنين . والثاني : بقتالي لبعضهم ببعض . وفي قوله تعالى : { ولم ترقب قولي } قولان . أحدهما : لم ترقب قولي لك : « اخلفني في قومي وأصلح » . والثاني : لم تنتظر أمري فيهم .