Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 37-41)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { خُلِقَ الإِنسانُ من عَجَلٍ } وقرأ أبو رزين العُقيلي ، ومجاهد ، والضحاك : « خَلَقَ الإنسانَ » بفتح الخاء واللام ونصب النون . وهذه الآية نزلت حين استعجلت قريش بالعذاب . وفي المراد بالإِنسان هاهنا ثلاثة أقوال . أحدها : النضر بن الحارث ، وهو الذي قال : { اللهم إِن كان هذا هو الحقَّ من عندك … } الآية [ الانفال : 32 ] ، رواه عطاء عن ابن عباس . والثاني : آدم عليه السلام ، قاله سعيد بن جبير ، والسدي في آخرين . والثالث : أنه اسم جنس ، قاله علي بن أحمد النيسابوري ؛ فعلى هذا يدخل النضر ابن الحارث وغيره في هذا وإِن كانت الآية نزلت فيه . فأمَّا من قال : أُرِيدَ به آدم ، ففي معنى الكلام قولان . أحدهما : أنه خُلق عجولاً ، قاله الأكثرون . فعلى هذا يقول : لما طُبع آدم على هذا المعنى ، وُجد في أولاده ، وأورثهم العَجَل . والثاني : خُلق بعَجَل ، استَعجل بخَلْقه قبل غروب الشمس من يوم الجمعة ، وهو آخر الأيام الستة ، قاله مجاهد . فأما من قال : هو اسم جنس ، ففي معنى الكلام قولان . أحدهما : خُلِقَ عَجُولاً ؛ قال الزجاج : خوطبت العرب بما تعقل ، والعرب تقول للذي يكثر منه اللعب : إِنما خُلقتَ من لَعِب ، يريدون المبالغة في وصفه بذلك . والثاني : أن في الكلام تقديماً وتأخيراً ، والمعنى : خُلقتِ العجلة في الإِنسان ، قاله ابن قتيبة . قوله تعالى : { سأُريكم آياتي } فيه قولان . أحدهما : ما أصاب الأمم المتقدِّمة ؛ والمعنى : إِنكم تسافرون فترون آثار الهلاك في الماضين ، قاله ابن السائب . والثاني : أنها القتل ببدر ، قاله مقاتل . قوله تعالى : { فلا تستعجلون } أثبت الياء في الحالين يعقوب . قوله تعالى : { ويقولون متى هذا الوعد } يعنون : القيامة . { لو يعلم الذين كفروا } جوابه محذوف ، والمعنى : لو علموا صدق الوعد ما استعجلوا ، { حين لا يكفُّون } أي : لا يدفعون { عن وجوههم النار } إِذا دخلوا { ولا عن ظهورهم } لإِحاطتها بهم { ولا هم يُنصَرون } أي : يُمنَعون مما نزل بهم ، { بل تأتيهم } يعني : الساعة { بغتةً } فجأَةً { فَتَبْهَتُهم } تحيِّرهم ؛ وقد شرحنا هذا عند قوله : { فبُهت الذي كفر } [ البقرة : 258 ] ، { فلا يستطيعون ردَّها } أي : صرفها عنهم ، ولا هم يُمْهَلون لتوبة أو معذرة . ثم عزّى نبيّه ، فقال : { ولقد استهزىء برسل من قبلك } أي : كما فعل بك قومك { فحاق } أي نزل { بالذين سَخِروا منهم } أي : من الرسل { ما كانوا به يستهزؤون } يعني : العذاب الذي كانوا استهزؤوا به .