Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 15-17)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة } قال مقاتل : نزلت في نفر من أسد ، وغطفان ، قالوا : إِنا نخاف أن لا يُنْصَرَ محمدٌ ، فينقطع الذي بيننا وبين حلفائنا من اليهود ، وإِلى نحو هذا ذهب أبو حمزة الثمالي ، والسدي . وحكى أبو سليمان الدمشقي أن الإِشارة بهذه الآية إِلى الذين انصرفوا عن الإِسلام ، لأن أرزاقهم ما اتَّسعت ، وقد شرحنا القصة في قوله تعالى : { ومن الناس من يعبد الله على حرف } . وفي هاء « ينصره » قولان . أحدهما : أنها ترجع على « مَن » ، والنصر : بمعنى الرزق ، هذا معنى قول ابن عباس في رواية عطاء ، وبه قال مجاهد . قال أبو عبيدة : وقف علينا سائل من بني بكر ، فقال : مَنْ ينصرني نصره الله ، أي : من يعطيني أعطاه الله ، ويقال : نصر المطر أرض كذا ، أي : جادها ، وأحياها ، قال الراعي : @ [ إِذا أدبر الشهر الحرام فودعي بلاد تميم ] وانْصُرِي أَرْضَ عَامِرِ @@ والثاني : أنها ترجع إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالمعنى : من كان يظن أن لن ينصر الله محمداً ، رواه التميمي عن ابن عباس ، وبه قال عطاء ، وقتادة . قال ابن قتيبة : وهذه كناية عن غير مذكور ، وكان قوم من المسلمين لشدة حنقهم على المشركين يستبطئون ما وعد الله رسوله من النصر ، وآخرون من المشركين ، يريدون اتَّباعه ، ويخشَوْن أن لا يتم أمره ، فقال هذه الآية للفريقين . ثم في معنى [ هذا ] النصر قولان . أحدهما : أنه الغلبة ، قاله أبو صالح عن ابن عباس ، والجمهور . والثاني : أنه الرزق ، حكاه أبو سليمان الدمشقي . قوله تعالى : { فليمدد بسبب إِلى السماء } في المراد بالسماء قولان . أحدهما : سقف بيته ، والمعنى : فليشدد حبلاً في سقف بيته ، فليختنق به { ثم ليقطع } الحبل ليموت مختنقاً ، هذا قول الأكثرين . ومعنى الآية : ليصور هذا الأمر في نفسه لا أنه يفعله ، لأنه إِذا اختنق لا يمكنه النظر والعلم . والثاني : أنها السماء المعروفة ، والمعنى : فليقطع الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إِن قدر ، قاله ابن زيد . قوله تعالى : { ثم لْيقطع } قرأ أبو عمرو ، وابن عامر : « ثم لِيقطع » « ثم لِيقضوا » [ الحج : 29 ] بكسر اللام . زاد ابن عامر « ولِيوفوا » [ الحج : 29 ] « ولِيطوفوا » [ الحج : 29 ] بكسر اللام أيضاً . وكسر ابن كثير لام « ثم لِيقضوا » فحسب . وقرأ عاصم ، وحمزة ، والكسائي : بسكون هذه اللامات ، وكذلك في كل القرآن إِذا كان قبلها واوٌ أو فاءٌ [ أو ] ثم ، قال الفراء : من سكَّن فقد خفف ، وكل لام أمر وصلت بواو أو فاء ، فأكثر كلام العرب تسكينها ، وقد كسرها بعضهم . قال أبو علي : الأصل الكسر ، لأنك إِذا ابتدأت قلت : ليقم زيد . قوله تعالى : { هل يذهبن كيدُه } قال ابن قتيبة : المعنى : هل تُذهبن حيلتُه غيظَه ، والمعنى : ليجهد جهده . قوله تعالى : { وكذلك } أي : ومثل ذلك الذي تقدم من آيات القرآن { أنزلناه } يعني : القرآن . وما بعد هذا ظاهر إِلى قوله تعالى : { إِن الله يفصل بينهم } أي : يقضي { يوم القيامة } بينهم بادخال المؤمنين الجنة ، والآخرين النار { إِن الله عل كل شيء } من أعمالهم { شهيد } .