Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 11-14)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { على حرف } قال مجاهد ، وقتادة : « على شكٍّ » ، قال أبو عبيدة : كل شاكٍّ في شيء فهو على حرف لا يثبت ولا يدوم . وبيان هذا أن القائم على حرف الشيء غير متمكِّن منه ، فشبِّه به الشاكُّ ، لأنه قّلِقٌ في دينه على غير ثبات ، ويوضحه قوله تعالى : { فإن أصابه خير } أي : رخاءٌ وعافية { اطمأنَّ به } على عبادة الله { وإِن أصابته فتنة } اختبار بجدب وقلّة مال { انقلب على وجهه } أي : رجع عن دينه إِلى الكفر . والمعنى : انصرف إِلى وجهه الذي توجه منه ، وهو الكفر ، { خسر الدنيا } حيث لم يظفر بما أراد منها ، { و } خسر { الآخرة } بارتداده عن الدين . وقرأ أبو رزين العقيلي ، وأبو مجلز ، ومجاهد ، وطلحة بن مصرف ، وابن أبي عبلة ، وزيد عن يعقوب : « خاسِرَ الدنيا » بألف قبل السين ، وبنصب الراء « والآخرةِ » بخفض التاء . { يدعو } هذا المرتد ، أي : يعبد { مالا يضره } إِن لم يعبده { ولا ينفعه } إِن أطاعه { ذلك } الذي فعل { هو الضلال البعيد } عن الحق { يدعو لَمَن ضَرُّه } قال بعضهم : اللام صلة ، والمعنى : يدعو مَن ضره . وحكى الزجاج عن البصريين والكوفيين أن اللام معناها التأخير ، والمعنى : يدعو مَنْ لضرِّه { أقربُ من نفعه } ، قال : وشرح هذا أن اللام لليمين والتوكيد ، فحقُّها أن تكون أول الكلام ، فقدِّمت لتجعل في حقِّها . قال السدي : ضره في الآخرة بعبادته إِياه أقربُ من نفعه . فإن قيل : فهل للنفع من عبادة الصنم وجه ؟ فالجواب : أنه لا نفع من قِبَلِه أصلاً ، غير أنه جاء على لغة العرب ، وهم يقولون في الشيء الذي لا يكون : هذا بعيد . قوله تعالى : { لبئس المولى ولبئس العشير } قال ابن قتيبة : المولى : الولي ، والعشير : الصاحب ، والخليل .