Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 46-48)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أفلم يَسِيروا } قال المفسرون : أفلم يَسِر قومك في أرض اليمن والشام { فتكونَ لهم قلوب يَعْقِلون بها } إِذا نظروا آثار من هلك { أو آذان يَسْمَعون بها } أخبار الأمم المكذّبة { فإنها لا تعمى الأبصار } قال الفراء : الهاء في قوله : « فإنها » عماد ، والمعنى : أن أبصارهم لم تعم ، وإِنما عميت قلوبهم . وأما قوله : { التي في الصدور } فهو توكيد ، لأن القلب لا يكون إِلا في الصدر ، ومثله : { تلك عَشَرة كاملة } [ البقرة 196 ] ، { يطير بجناحيه } [ الأنعام : 38 ] ، { يقولون بأفواههم } [ آل عمران 167 ] . قوله تعالى : { ويستعجلونك بالعذاب } قال مقاتل : نزلت في النضر بن الحارث القرشي . وقال غيره : هو قولهم له : { متى هذا الوعد } [ الملك 25 ] ونحوه من استعجالهم ، { ولن يُخْلِف الله وعده } في إِنزال العذاب بهم في الدنيا ، فأنزله بهم يوم بدر ، { وإِن يوماً عند ربِّك } أي : من أيام الآخرة { كألف سنة مما تَعُدُّون } من أيام الدنيا . قرأ عاصم ، وأبو عمرو ، وابن عامر : « تَعُدُّون » بالتاء . وقرأ ابن كثير ، وحمزة ، والكسائي : « يَعُدُّون » بالياء . فإن قيل : كيف انصرف الكلام من ذِكْر العذاب إِلى قوله : « وإِن يوماً عند ربِّك » ؟ فعنه جوابان . أحدهما : أنهم استعجلوا العذاب في الدنيا ، فقيل لهم : لن يخلف الله وعده في إِنزال العذاب بكم في الدنيا ، وإِن يوماً من أيام عذابكم في الآخرة كألف سنة من سنيِّ الدنيا ، فكيف تستعجلون بالعذاب ؟ ! فقد تضمنت الآية وعدهم بعذاب الدنيا والآخرة ، هذا قول الفراء . والثاني : وإِن يوماً عند الله وألف سنة سواء في قدرته على عذابهم ، فلا فرق بين وقوع ما يستعجلونه وبين تأخيره في القدرة ، إِلا أن الله تفضَّل عليهم بالإِمهال ، هذا قول الزجاج .