Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 60-62)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ذلك } قال الزجاج : المعنى : الأمر ذلك ، أي : الأمر ما قصصنا عليكم { ومن عاقب بمثل ما عُوقب به } والعقوبة : الجزاء ؛ والأول ليس بعقوبة ، ولكنه سمي عقوبةً ، لاستواء الفعلين في جنس المكروه ، كقوله : { وجزاء سيِّئةٍ سيِّئةٌ مثلها } [ الشورى : 40 ] لما كانت المجازاة إِساءة بالمفعول به سمِّيت سيِّئة ، ومثله : { الله يستهزئ بهم } [ البقرة : 15 ] ، قاله الحسن . ومعنى الآية : من قاتل المشركين كما قاتلوه { ثُمَّ بُغِيَ عليه } أي : ظُلم باخراجه عن منزله . وزعم مقاتل أن سبب نزول هذه الآية أن مشركي مكة لقوا المسلمين لليلةٍ بقيت من المحرَّم ، فقاتلوهم ، فناشدهم المسلمون أن لا يقاتلوهم في الشهر الحرام ، فأبوا إِلا القتال ، فثبت المسلمون ، ونصرهم الله على المشركين ، ووقع في نفوس المسلمين من القتال في الشهر الحرام ، فنزلت هذه الآية ، وقال : { إِن الله لعفوٌّ } عنهم { غفور } لقتالهم في الشهر الحرام . قوله تعالى : { ذلك } أي : ذلك النصر { بأنَّ الله } القادر على ما يشاء . فمن قُدرته أنه { يولج الليل في النهار ، ويولج النهار في الليل وأنّ الله سميع } لدعاء المؤمنين { بصير } بهم حيث جعل فيهم الإِيمان والتقوى ، { ذلك } الذي فعل من نصر المؤمنين { بأن الله هو الحقُّ } أي : هو الإِله الحق { وأنَّ ما يَدْعُون } قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي ، وحفص عن عاصم : « يدعون » بالياء . وقرأ نافع ، وابن عامر ، وأبو بكر عن عاصم : بالتاء ، والمعنى : وأنَّ ما يعبدون { من دونه هو الباطل } .