Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 112-118)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قال كم لبثتم } قرأ نافع ، وعاصم ، وأبو عمرو ، وابن عامر : « قال كم لبثتم » وهذا سؤال الله تعالى للكافرين . وفي وقته قولان . أحدهما : أنه يسألهم يوم البعث . والثاني : بعد حصولهم في النار . وقرأ ابن كثير ، وحمزة ، والكسائي : « قل كم لبثتم » وفيها قولان . أحدهما : أنه خطاب لكل واحد منهم ، والمعنى : قل يا أيها الكافر . والثاني : أن المعنى : قولوا ، فأخرجه مخرج الأمر للواحد ، والمراد الجماعة ، لأن المعنى مفهوم . وأبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي يدغمون ثاء « لبثتم » ، والباقون لا يدغمونها ؛ فمن أدغم ، فلتقارب مخرج الثاء والتاء ، ومن لم يدغم ، فلتباين المخرجين . وفي المراد بالأرض قولان . أحدهما : أنها القبور . والثاني : الدنيا . فاحتقر القوم ما لبثوا لِما عاينوا من الأهوال والعذاب فقالوا : { لبثنا يوماً أو بعض يوم } قال الفراء : والمعنى : لا ندري كم لبثنا . وفي المراد بالعادِّين قولان . أحدهما : الملائكة ، قاله مجاهد . والثاني : الحُسَّاب ، قاله قتادة ، وقرأ الحسن ، والزهري ، وأبو عمران الجوني ، وابن يعمر : « العادِين » بتخفيف الدال . قوله تعالى : { قال إِن لبثتُم } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وعاصم ، وأبو عمرو ، وابن عامر : « قال إِن لبثتم » . وقرأ حمزة ، والكسائي : « قل إِن لبثتم » على معنى : قل أيها السائل عن لبثهم . وزعموا أن في مصحف أهل الكوفة « قل » في الموضعين ، فقرأهما حمزة ، والكسائي على ما في مصاحفهم ، أي : ما لبثتم في الأرض { إِلاَّ قليلاً } لأن مكثهم في الأرض وإِن طال ، فإنه مُتَنَاهٍ ، ومكثهم في النار لا يتناهى . وفي قوله : { لو أنَّكم كنتم تَعْلَمون } قولان . أحدهما : لو علمتم قدر لبثكم في الأرض . والثاني : لم علمتم أنكم إِلى الله ترجعون ، فعملتم لذلك . قوله تعالى : { أَفَحَسِبْتُم } أي : أفظننتم { أنَّما خَلَقْناكم عَبَثاً } أي : للعبث ؛ والعبث في اللغة : اللعب ، وقيل : هو الفعل لا لغرض صحيح ، { وأنَّكم إِلينا لا تُرجعون } قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وعاصم : « لا تُرْجَعون » بضم التاء . وقرأ حمزة ، والكسائي بفتحها . { فتعالى الله } عمَّا يَصِفُه به الجاهلون من الشِّرك والولد ، { الملِكُ } قال الخطّابي : هو التامّ المُلك الجامع لأصناف المملوكات . وأما المالك : فهو الخالص المُلك . وقد ذكرنا معنى « الحق » في [ يونس : 32 ] . قوله تعالى : { ربُّ العرشِ الكريمِ } والكريم في صفة الجماد بمعنى : الحسن . وقرأ ابن محيصن : « الكريمُ » برفع الميم ، يعني اللهَ عز وجل . قوله تعالى : { لا بُرهان له به } أي : لا حُجَّة له به ولا دليل ؛ وقال بعضهم : معناه : فلا برهان له به . قوله تعالى : { فإِنما حسابه عند ربه } أي : جزاؤه عند ربِّه .