Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 105-111)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ألم تكن } المعنى : ويقال لهم : ألم تكن { آياتي تُتْلى عليكم } يعني : القرآن . { قالوا ربَّنا غلبت علينا شِقوتُنا } قرأ ابن كثير ، وعاصم ، ونافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر : « شِقوتُنا » بكسر الشين من غير ألف ، وقرأ عمرو بن العاص ، وأبو رزين العقيلي ، وأبو رجاء العطاردي كذلك ، إِلا أنه بفتح الشين . و قرأ ابن مسعود ، وابن عباس ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، والحسن ، والأعمش ، وحمزة ، والكسائي : « شَقَاوتُنا » بألف مع فتح الشين والقاف ؛ وعن الحسن ، وقتادة كذلك ، إِلا أن الشين مكسورة . قال المفسرون : أقرَّ القوم بأنَّ ما كُتب عليهم من الشقاء منعهم الهدى . قوله تعالى : { ربَّنا أخرجنا منها } أي : من النار . قال ابن عباس : طلبوا الرجوع إِلى الدنيا { فإن عُدنا } أي : إِلى الكفر والمعاصي . قوله تعالى : { اخْسَؤوا } قال الزجاج : تباعدوا تباعد سخط ، يقال : خَسَأْتُ الكلب أَخْسَؤه : إِذا زجرتَه ليتباعد . قوله تعالى : { ولا تكلِّمون } أي : في رفع العذاب عنكم . قال عبد الله بن عمرو : إِن أهل جهنم يدعون مالكاً أربعين عاماً ، فلا يجيبهم ، ثم يقول : { إِنكم ماكثون } [ الزخرف : 77 ] ، ثم ينادون ربَّهم { ربَّنا أخرجنا منها } فيَدَعهم مثل عُمُر الدنيا ، ثم يقول : { إِنكم ماكثون } ثم ينادون ربَّهم { ربَّنا أخرجنا منها } فيَدَعهم مثل عمر الدنيا ، ثم يردُّ عليهم { اخسؤوا فيها ولا تكلِّمون } فما ينبس القومُ بعد ذلك بكلمة إِن كان ، إِلا الزفير والشهيق . ثم بيَّن الذي لأجله أخسأهم بقوله : { إِنَّه } وقرأ ابن مسعود . وأبو عمران الجوني ، وعاصم الجحدري : « أنَّه » بفتح الهمزة { كان فريق من عبادي } قال ابن عباس : يريد المهاجرين . قوله تعالى : { فاتَّخَذْتُموهم } قال الزجاج : الأجود إِدغام الذال في التاء لقرب المخرجين ، وإِن شئتَ أظهرتَ ، لأن الذال من كلمة والتاء من كلمة ، وبين الذال والتاء في المخرج شيء من التباعد . قوله تعالى : { سخريّاً } قرأ نافع ، وحمزة ، والكسائي ، وأبو حاتم عن يعقوب : « سُخريّاً » بضم السين هاهنا وفي [ ص : 63 ] ، تابعهم المفضل في [ ص : 32 ] . وقرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وعاصم ، وابن عامر : بكسر السين في السورتين . ولم يختلف في ضم السين في الحرف الذي في [ الزخرف : 32 ] . واختار الفراء الضم ، والزجاج الكسر . وهل هما بمعنىً ؟ فيه قولان . أحدهما : أنهما لغتان ومعناهما واحد ، قاله الخليل ، وسيبويه ، ومثله قول العرب ، بحر لُجِّيٌّ ولِجِيٌّ ، وكوكبٌ دُرِيٌّ ودِرِّيٌّ . والثاني : أن الكسر بمعنى الهمز ، والضم بمعنى : السُّخرة والاستعباد ، قاله أبو عبيدة ، وحكاه الفراء ، وهو مروي عن الحسن ، وقتادة . قال أبو علي : قراءة من كسر أرجح من قراءة من ضمّ ، لأنه من الهزء ، والأكثر في الهزء كسر السين . قال مقاتل : كان رؤوس كفار قريش كأبي جهل وعقبة [ والوليد ] قد اتخذوا فقراء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كعمَّار وبلال وخبَّاب وصهيب سِخْرِيّاً يستهزئون بهم ويضحكون منهم . قوله تعالى : { حتى أَنْسَوكم ذِكْري } أي : أنساكم الاشتغال بالاستهزاء بهم ذِكْري ، فنسب الفعل إِلى المؤمنين وإِن لم يفعلوه ، لأنهم كانوا السبب في وجوده ، كقوله : { إِنهنَّ أَضْلَلْنَ كثيراً من النّاس } [ إبراهيم : 36 ] . قوله تعالى : { إِنِّي جَزَيْتُهُمُ اليومَ بما صبروا } أي : على أذاكم واستهزائكم { أنَّهم } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وعاصم ، وأبو عمرو ، وابن عامر : « أنَّهم » ، بفتح الألف . وقرأ حمزة ، والكسائي : « إِنَّهم » بكسرها . فمن فتح « أنَّهم » ، فالمعنى : جزيتُهم بصبرهم الفوزَ ، ومن كسر « إِنهم » ، استأنف .