Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 51-56)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يا أيها الرسل } قال ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد ، وقتادة في آخرين : يعني بالرسل هاهنا محمداً صلى الله عليه وسلم وحده ، وهو مذهب العرب في مخاطبة الواحد خطاب الجميع ، ويتضمن هذا أن الرسل جميعاً كذا أُمِروا ، وإِلى هذا المعنى ذهب ابن قتيبة ، والزجاج ، والمراد بالطيِّبات : الحلال . قال عمرو بن شرحبيل : كان عيسى عليه السلام يأكل من غَزْل أُمِّه . قوله تعالى : { وأنَّ هذه أُمَّتُكم } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو : « وأنَّ » بالفتح وتشديد النون . وافق ابنُ عامر في فتح الألف ، لكنه سكَّن النون . وقرأ عاصم ، وحمزة ، والكسائي : « وإِنَّ » بكسر الألف وتشديد النون . قال الفراء : من فتح ، عطف على قوله : « إِني بما تعملون عليم » وبأنَّ هذه أُمَّتُكم ، فموضعها خفص لأنها مردودة على « ما » ؛ وإِن شئتَ كانت منصوبة بفعل مضمر ، كأنك قلت : واعلموا هذا ؛ ومن كسر استأنف . قال أبو علي الفارسي : وأما ابن عامر ، فإنه خفف النون المشدَّدة ، وإِذا خُفِّفت تعلَّق بها ما يتعلَّق بالمشدَّدة . وقد شرحنا معنى الآية والتي بعدها في [ الأنبياء 92 ] إِلى قوله : { زُبُراً } وقرأ ابن عباس ، وأبو عمران الجوني : « زُبَراً » برفع الزاي وفتح الباء . وقرأ أبو الجوزاء ، وابن السميفع : « زُبْراً » برفع الزاي وإِسكان الباء . قال الزجاج : من قرأ « زُبُراً » بضم الباء ، فتأويله : جعلوا دينهم كُتُباً مختلفة ، جمع زَبُور . ومن قرأ « زُبَراً » بفتح الباء ، أراد قِطَعاً . قوله تعالى : { كُلُّ حِزْبٍ بما لديهم فَرِحُون } أي : بما عندهم من الدِّين الذي ابتدعوه مُعْجَبون ، يرون أنهم على الحقّ . وفي المشار إِليهم قولان . أحدهما : أنهم أهل الكتاب ، قاله مجاهد . والثاني : أنهم أهل الكتاب ومشركو العرب ، قاله ابن السائب . قوله تعالى : { فَذَرْهُم في غَمرتهم } وقرأ ابن مسعود ، وأُبيّ بن كعب : « في غمراتهم » على الجمع . قال الزجاج : في عَمايتهم وحَيرتهم ، { حتى حين } أي : إِلى حين يأتيهم ما وُعدوا به من العذاب . قال مقاتل : يعني كفار مكة . فصل وهل هذه الآية منسوخة ، أم لا ؟ فيها قولان . أحدهما : أنها منسوخة بآية السيف . والثاني : أن معناها التهديد ، فهي محكَمة . قوله تعالى : { أيَحْسَبُون أنَّمَا نُمِدُّهُم به } وقرأ عكرمة ، وأبو الجوزاء : « يُمِدُّهم » بالياء المرفوعة وكسر الميم . وقرأ أبو عمران الجوني : « نَمُدُّهُم » بنون مفتوحة ورفع الميم . قال الزجاج : المعنى : أيحسبون أن الذي نمدهم به { من مال وبنين } مجازاة لهم ؟ ! إِنما هو استدراج ، { نُسَارِعُ لهم في الخيرات } أي : نسارع لهم به في الخيرات . وقرأ ابن عباس ، وعكرمة ، وأيوب السختياني : « يُسَارِعُ » بياء مرفوعة وكسر الراء . وقرأ معاذ القارىء ، وأبو المتوكل مثله ، إِلا أنهما فتحا الراء . وقرأ أبو عمران الجوني ، وعاصم الجحدري ، وابن السميفع : « يُسْرَعُ » بياء مرفوعة وسكون السين ونصب الراء من غير ألف . قوله تعالى : { بل لا يَشْعُرُون } أي : لا يعلمون أن ذلك استدراج لهم .