Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 57-61)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم ذكر المؤمنين فقال : { إِنَّ الذين هم من خَشية ربِّهم مُشْفِقُون } وقد شرحنا هذا المعنى في قوله : { وهم من خشيته مشفقون } [ الانبياء : 28 ] . قوله تعالى : { والذين يُؤتُون ما آتَوا } وقرأ عاصم الجحدري : « يأتون ما أتوا » بقصر همزة « أتوا » . " وسَألتْ عائشةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقالت : يا رسول الله ، أهم الذين يُذنبون وهم مشفقون ؟ فقال : « لا ، بل هم الذين يصلُّون وهم مشفقون ، ويصومون وهم مشفقون ، ويتصدَّقون وهم مشفقون أن لا يُتقبَّل منهم » " قال الزجاج : فمعنى « يؤتون » : يُعطون ما أَعْطَوا وهم يخافون أن لا يُتقبَّل منهم ، { أنهم إِلى ربِّهم راجعون } أي : لأنهم يوقنون أنهم يرجعون . ومعنى « يَأتون » : يعملون الخيرات وقلوبهم خائفة أن يكونوا مع اجتهادهم مقصِّرين ، { أولئك يسارعون في الخيرات } وقرأ أبو المتوكل ، وابن السميفع : « يُسْرِعون » برفع الياء وإسكان السين وكسر الراء من غير ألف . قال الزجاج : يقال : أسرعت وسارعت في معنى واحد ، إِلا أن « سارعت » أبلغ من « أسرعت » ، { وهم لها } أي : من أجلها ، وهذا كما تقول : أنا أُكرم فلاناً لك ، أي : من أجلك . وقال بعض أهل العلم : الوجل المذكور هاهنا واقع على مُضْمَر .